كتاب الجرح والتعديل (ط الهند) (اسم الجزء: 1)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: سَمِعتُ أَبا زُرعَة يقول: لما أَتيت محمد بن عائذ وكان رجلاً جافيا ومعي جماعة فرفع صوته فقال: من أين أَنتم؟ قلنا: من بلدان مختلفة، من خراسان من الري من كذا وكذا، قال: أَنتم أمثل من أهل العراق، قال: ما تريدون؟ ورفع صوته قلنا، شيئًا من حديث يَحيَى بن حمزة، فلم أزل أرفق به وأداريه حتى حدثني بما معي، ثم قال: خذ الكتاب فانظر فيه، فأَعطاني كتابه فنظرت فيه وكتبت منه أحاديث، ثم قال: خذ الكتاب فاذهب به معك.
قال أَبو زُرعَة: فدعوت له وشكرته على ما فعل، قلت: أَنا أُجِل كتابك عن حمله، وأَنا أُصيب نسخة هذا عند أَصحابنا، فذهبت فأخذت من بعض أَصحاب الحديث فنسخته على الوجه، وسألته كتاب الهيثم بن حميد فأخرج إلي جزءا عن الهيثم بن حميد وكان عند هشام بن عمار عن الهيثم بن حميد شيء يسير فأخرج هو جزءا عن الهيثم فاستغنمته وكتبته على الوجه، وسألته كتاب الفتن عن الوليد بن مسلم فأجابني، وتعجب الدمشقيون مما يفعل بي، ونسخت كتاب الفتن فأتيته مع رفقائي فقال: إِنما أجبتك ولم أجب هؤلاء، فلم أزل أرفق به وأداريه حتى حَدثنا به وسمعوا معي.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: سمعنا أَبا زُرعَة يقول: دفع إلي أَحمد بن حَنبل جزئين فنظرت فإذا أحاديث المُعتَمر بن سُليمان وبشر بن المفضل أحاديث قد كتبتها عن غيره فأقبلت أتفكر وأنظر إِليه فأَقول مرة أكتبه، وأَقول مرة قد سمعتها من غيره لا أكتبه، ففطن رحمه الله ، فقال: أراك قد سمعتها من غيرنا؟ قلت: نعم، قال عمن كتبتها؟ فقلت: عن مسدد، فقال: مسدد ثقة اصفح، فصفحت فرأيت أحاديث حسانا عن غُنْدَر وغيره، وقال: أحاديث خالد بن ذكوان عن الربيع عمن كتبتها؟ قلت عن مسدد.

الصفحة 343