كتاب الجرح والتعديل (ط الهند) (اسم الجزء: 1)

حَدثنا عَبد الرحمَن قال قرأت كتاب إِسحاق بن راهويه إلى أَبي زُرعَة بخطه: إعلم أبقاك الله أَنّي كنت أَسمع من إخواننا القادمين علينا ومن غيرهم حالك وما أَنت عليه من العلم والحفظ فأسر بذلك وأني أزداد بك كل يوم سرورا فالحمد لله الذي جعلك ممن يحفظ سنته، وهو من أعظم ما يحتاج إِليه الطالب اليوم، وأَحمد بن إِبراهيم لا يزال في ذكرك بالجميل حتى يكاد يفرط حبا لك وإن لم يكن فيك بحمد الله إفراط.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: سَمِعتُ أَبا زُرعَة يقول كتب إلي أَبو ثور فقال في كتابه: كان الأمر قديما أَمر أَصحابك، يَعني في التفقه، حتى نشأ قوم فاشتغلوا بعدد الأحاديث وتركوا التفقه.
قال وسمعت أَبا زُرعَة يقول: وقد عاد قوم في التفقه، وهو الأَصل.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: سَمِعتُ أَبا زُرعَة، وقلتُ له: أخبرت أَنه قرأ عليك الربيع بالليل فقال: ما أعلم أَنّي سمعت منه بالليل إِلاَّ مجلسا واحدا رافقني رجل فلما تهيأ خروجي إمتنع من الخروج قلت مالك؟ قال قد بقي علي شيء من كتب الشافعي وكان قد سمع كتب الشافعي من حَرملَة فقلت لرفيقي: ترضى أَن يقرأ عليك الربيع؟ قال: نعم. قال أَبو زُرعَة: فلقيت الربيع فأخبرته بالقصة وسألته أَن يجيئنا ليلا فيقرأ على رفيقي ما بقي عليه فجاءنا ليلا فقرأ علينا، قلتُ: أخبرت أَن الربيع قرأها عليك في أَربعين يوما؟ قال: لا يابني، إِنما كنت أَسمع منه في وقت أتفرغ فيه إِليه وكنت آخذ ميعاده في مسجد الجامع فربما أبطأت عليه وربما لم أجئ فلا ينصرف فيقول إِذا لم يمكنك المجيء فاكتب على الأسطوانة حتى أمضي.

الصفحة 344