كتاب الجرح والتعديل (ط الهند) (اسم الجزء: 1)

سمعتُ أَبي يقول: جرى بيني وبين أَبي زُرعَة يوما تمييز الحديث ومعرفته فجعل يذكر أحاديث ويذكر عللها، وكذلك كنت أذكر أحاديث خطأ وعللها وخطأ الشيوخ، فقال لي يا أَبا حاتم قل من يفهم هذا، ما أعز هذا، إِذا رفعت هذا من واحد واثنين فما أقل من تجد من يحسن هذا، وربما أشك في شيء، أَو يتخالجني شيء في حديث فإلى أَن ألتقى معك لا أجد من يشفيني منه. قال أبي وكذلك كان أمري.
قال أَبو محمد قلتُ لأبي: محمد بن مسلم؟ قال يحفظ أشياء عن محدثين يؤديها، ليس معرفته للحديث غزيرة.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: سَمِعتُ أَبي وجرى عنده معرفة الحديث فقال أَبو عَبد الله الذي يحدث عنه محمد بن جابر والذي يحدث عن سَعيد بن جُبير وعن مصعب بن سعد وعن زاذان هو مسلم الجهني، ومسلم البطين أيضا يكنى أَبا عَبد الله، غير أَنه لا يحتمل أَن يكون مسلم الملائي يحدث عن مصعب بن سعد وعن زاذان. ثم قال: ذهب الذي كان يحسن هذا، يَعني أَبَا زُرعَة، وما بقي بمصر، ولا بالعراق أحد يحسن هذا، قلتُ: محمد بن مسلم؟ قال: يفهم طرفا منه.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: سَمِعتُ أَبي يقول: وقيل له: إِن عَبد الجبار بن العلاء.
رَوَى عَن: مروان الفَزارِى، عَن ابن أَبي ذئب، فقال أبي قد نظرت في حديث مروان بالشام الكثير فما رأَيت، عَن ابن أَبي ذئب أصلا. فقال له أَبو يَحيَى الزعفراني: أنكر على أَبو زُرعَة كما أنكرت
فحملت إِليه كتابي وأريته فجعل يتعجب.
قال أَبو محمد إتفقا في الإنكار على عَبد الجبار بن العلاء روايته عن مروان، عَن ابن أَبي ذئب من غير تواطؤ لمعرفتهما بهذا الشأن.

الصفحة 356