كتاب الجرح والتعديل (ط الهند) (اسم الجزء: 1)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: سَمِعتُ أَبي يقول: كنت عند والينا إِبراهيم بن معروف وحضر محمد بن مسلم فقال: يا أَبَا حاتم ويا أَبَا عَبد الله لو تذاكرتما فكنت أَسمع مذاكرتكما، فقلتُ: لاَ تتهيأ المذاكرة ما لم يجر شيء فقال أَنا أجريه، قد حبب إلي الصدقة فما تحفظون فيه؟ فقال محمد بن مسلم، حَدثنا محمد بن سَعيد بن سابق عن عَمرو بن أَبي قيس عن سماك عن عباد بن حبيس عن عَدي بن حاتم قال أَتيت النَّبي صَلى الله عَليه وسَلم فجعل يقص، فقلت: لم يسألك الأمير عن إسلام عَدي بن حاتم، فقال: صدق إِنما سألتك عن فضل الصدقة، فقال: حَدثنا أَبو نُعَيم، حَدثنا سُفيان، عَن عَبد الله بن عيسَى عن سالم بن أَبي الجعد عن ثوبان عن النَّبي صَلى الله عَليه وسَلم قال: إِن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه وأن الرجل وذكر الحديث. فقلت: ليس إسناده كما ذكرت، قال لم؟ قلت ليس هو سالم بن أَبي الجعد، فقال: هُو عُبَيد بن أَبي الجعد، قلت:، ولا هُو عُبَيد، فقال من هو؟ وجعل يكرر سالم بن أَبي الجعد عُبَيد بن أَبي الجعد فكرر من من فقال الأمير لا تخبره فسكت ساعة فجعل يجهد أَن يقع عليه فلم يقع عليه فقال الأمير أخبره الآن قلت عَبد الله بن أَبي الجعد عن ثوبان، قال صدقت هو عَبد الله بن أَبي الجعد.
- ما ذكر من رحلة أبي في طلب العلم.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: سَمِعتُ أَبي يقول: أول سنة خرجت في طلب الحديث أقمت سبع سنين أحصيت ما مشيت على قدمي زيادة على ألف فرسخ: لم أزل أحصى حتى لما زاد على ألف فرسخ تركته، ما كنت سرت أَنا من الكوفة إلى بغداد فما لا أحصى كم مرة ومن مكة إلى المدينة مرات كثيرة، وخرجت من البحرين من قرب مدينة صلا إلى مصر ماشيا ومن مصر إلى الرملة ماشيا ومن الرملة إلى بيت المقدس، ومن الرملة إلى عسقلان ومن الرملة إلى طبرية ومن طبرية إلى دمشق ومن دمشق إلى حمص ومن حمص إلى إنطاكية ومن إنطاكية إلى طرسوس ثم رجعت من طرسوس إلى حمص وكان بقي علي شيء من حديث أبي اليمان فسمعت ثم خرجت من حمص إلى بيسان ومن بيسان إلى الرقة ومن الرقة ركبت الفرات إلى بغداد ،

الصفحة 359