كتاب الجرح والتعديل (ط الهند) (اسم الجزء: 1)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: سَمِعتُ أَبي يقول: كان سلمة بن شبيب قدم البصرة فكتبت بخطي عنه شيئًا كثيرًا فالتقيت معه فأعلمته أَنّي كتبت من حديثه أشياء أريد أَن أَسمعها، فقال: أَنا أجيئك غدا فقضى أَنّي
بكرت على بُنْدَار ونسيت ميعاده فأَنا عند بُنْدَار إذ قد أقبل سلمة فقال له بُنْدَار: يا أَبَا عَبد الرَّحمن كنا نحن أولى أَن نأتيك، فقال ليس إياك أَتيت إِنما جئت بسبب أبي حاتم أقرأ عليه شيئًا، قال أَبي: فتشورت مما قال في وجه الشيخ ثم قال: ما تشاء؟ قلتُ: إِن شئت إنتظرت حتى يفرغ بُنْدَار من القراءة، وإن شئت مضيت حتى أجيئك إلى المنزل، فقال: لا، بل إنتظر حتى تفرغ من السماع، فلما فرغت من السماع دخلنا مسجدا فأخذ كتابي فقرأ كل شيء كان معي فعددت ما قرأ على إِحدَى عشرة ورقة بخطي دقيق.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: سَمِعتُ أَبي يقول: وذكر ابن أَبي عُمر العدني، فقال: كان من المصلين، أتيته فيما بين المغرب والعشاء فإذا هو قائم يصلي كأَنه خشبة فلما رآني خفف وسلم فقال: ما حاجة أبي حاتم؟ قلت كذا وكذا، وقال أبي أَتيت أَحمد بن يَحيَى الصوفي لأسمع منه فإذا قد كتب جزءا من حديثي فقال: إقرأه علي، فقلت إِنما جئت لأسمع منك، فلم يدعني حتى قرأت عليه.

الصفحة 362