كتاب الجرح والتعديل (ط الهند) (اسم الجزء: 1)

- باب ما ذكر من كثرة سماع أبي رحمه الله من العلم.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: سَمِعتُ أَبي يقول: قال لي ابن نفيل كم كتبتم عني؟ قلت: لا ندري، قال حزرت ثلاثة عشر ألفًا، أَو أربعة عشر ألفًا، أَو خمسة عشر ألفًا.
- باب ما لقي أبي من المقاساة في طلب العلم من الشدة.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: سَمِعتُ أَبي يقول: بقيت بالبصرة في سنة أَربع عشرة ومِئَتين ثمانية أشهر وكان في نفسي أَن أقيم سنة فانقطع نفقتي فجعلت أبيع ثياب بدني شيئًا بعد شيء حتى بقيت بلا نفقة ومضيت أطوف مع صديق لي إلى المشيخة وأسمع منهم إلى المساء فانصرف رفيقي ورجعت إلى بيت خال فجعلت أشرب الماء من الجوع ثم أصبحت من الغد وغدا علي رفيقي فجعلت أطوف معه في سماع الحديث على جوع شديد فانصرف عني وانصرفت جائعا فلما كان من الغد غدا علي فقال مر بنا إلى المشايخ قلت أَنا ضعيف لا يمكنني قال: ما ضعفك؟ قلتُ: لاَ أكتمك أمري قد مضى يومان ما طعمت فيهما شيئًا، فقال لي قد بقي معي دينار فأَنا أُواسيك بنصفه ونجعل النصف الآخر في الكراء فخرجنا من البصرة وقبضت منه النصف دينار.

الصفحة 363