كتاب الجرح والتعديل (ط الهند) (اسم الجزء: 1)

أنسنا بما أنستنا من فوائد... وكنت ضيا ظلماتنا فهي مقمر
حبانا بك الله العزيز بقدرة... وبصرنا ما لم نكن قبل نبصر
فتى حَنبلي الرأي لا يتبع الهوى... ولكنه من خشية الله يحذر
يؤدي عن الآثار لا الرأي همه... وعن سلف الأخيار ما سيل يخبر
وليس كمن يأتي لنعمان دينه... وحجته حماد يوما ومسعر
فتى صيغ من فقه بل الفقه صوغه... مثال عُبَيد الله ما فيه منكر
تمنى رجال أَن يكونوا كمثله... وقد شيبتهم في الرياسة أعصر
وهيهات أَن يستدركوا فضل علمه... ولو مكثوا تسعين حولا وعمروا
لكي يدركوه، أَو تنال أكفهم... مدي النجم من حيث إستقل المغور
أبا زُرعَة القمقام أصبحت بارزا... على كل مرجئ بدينك تفخر
أبو زُرعَة شيخ النهي بكمالها... لك السبق إذ أَنت الأغر المشهر
فمتعك الرَّحمن بالحلم والتقى... وأبقاك ما دام الدجاج يقرقر
فمن مبلغ عني أميرى طاهرا... بأن عُبَيد الله شاه مظفر
أقام منار الدين فينا بعلمه... وليس كمن في دينه يتنصر
أتيتتك لا أدلى إليك بقربة... سوى قربة الدين الذي هو أكثر
فسبقك محمود وشكرك واجب... وعلمك مبسوط وبحرك يزخر
وأبقاك ربي ما حييت بغبطة... فأَنت نقي العرض ليث غضنفر
وقال الحواري يرثي أَبا زُرعَة رحمة الله عليه.
نفى النوم عن عيني وما زلت ساهرا... أراعى نجوما في السماء طوالعا

الصفحة 373