حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: ذكره أبي رحمه الله قال: كتب إلي عَبد الله بن خبيق الأنطاكي قال: وسمعت يوسف بن أسباط يقول: سَمِعتُ سُفيان الثَّوري يقول: أفضل الأعمال الزهد في الدنيا، قال: وحَدثنا يوسف بن أسباط قال: كان سُفيان الثَّوري إِذا كتب إلي كتب: بسم الله الرَّحمن الرحيم، من سُفيان بن سَعيد إلى فلان بن فلان، سلام عليكم، فإِني أَحمد إليك الله الذي لا إله إِلاَّ هو وَهو للحمد أهل تبارك وتعالى له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير؛ أما بعد فإِني أوصيك ونفسي بتقوى الله العظيم، فإِنه من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب، جعلنا الله وإياك من المتقين، قال: قال سُفيان: إِن دعاك هؤلاء الملوك تقرأ عليهم: {قل هو الله أحد} فلا تجبهم فإِن قربهم مفسدة للقلب، قال: وسمعت يوسف بن أسباط يقول: كان سُفيان إِذا أخذ في الفكرة يبول الدم، قال: وسمعت يوسف بن أسباط يقول: أراد سليمان الخواص أَن يركب البحر فقالوا له: لابد لنا من أمير، فقال: أَنَا أميركم، فبلغ ذلك سُفيان الثَّوري، فكتب إِليه: الزهد في الرياسة أشد من الزهد في الدنيا، فلما قرأ الكتاب قال: لست لكم بأمير، قال يوسف بن أسباط: قال لي سُفيان الثَّوريّ: لأَن أخلف عشرة آلاف درهم يحاسبني الله عز وجل عليها، أَحَب إِلَيَّ من أَن أحتاج إلى الناس.