كتاب الجرح والتعديل (ط الهند) (اسم الجزء: 1)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: ذكره أبي قال: كتب إلي عَبد الله بن خبيق قال: حدثني ابن أَبي الدَّرداء قال: قال سُفيان الثَّوريّ: أكرموا الناس على قدر تقواهم، وتذللوا عند أهل الطاعة، وتعززوا عند أهل المعصية، واعلموا أَن القراءة لا تحلو إِلاَّ بالزهد في الدنيا.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: ذكره أبي قال: كتب إلي عَبد الله بن خبيق: وقال يوسف قال لي سُفيان الثَّوريّ: ناولني المطهرة أَتوضأ، ونحن في المسجد، فناولته فوضع يمينه على خده الأيمن ووضع يساره على خده الآخر ثم نمت أَنا فاستيقظت وقد طلع الفجر، وهو على حاله فقلت يا أَبَا عَبد الله قد طلع الفجر، فقال لي: ما زلت أفكر في أَمر الآخرة منذ ناولتني المطهرة إلى الساعة.
قال وسمعت يوسف ابن أسباط، قال: سَمِعتُ سُفيان الثَّوري يقول: إِذا أحب الرجل أخاه في الله عز وجل ثم أحدث حدثا في الإسلام فلم يبغضه عليه فلم يحبه في الله عز وجل.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن سَعيد المقرئ حَدثنا عَبد الرَّحمن بن الحكم ابن بشير أَخْبَرني منصور بن سابق قال: ألح على سُفيان رجل من إخوانه من أهل البصرة في التزويج فقال له: فزوجني، قال فخرج سُفيان إلى مكة وأتى الرجل البصرة فخطب عليه إمرأة من كبار أهل البصرة ممن لها المال والشرف فأجابوه وهيأت قطارا من الحشم والمال حتى قدمت مكة على سُفيان فأتى الرجل سُفيان فقال له: أخطب عليك فقال من؟ قال: إبنة فلان، فقال: مالي فيها حاجة، إِنما سألتك أَن تزوجني إمرأة مثلي، قال: فإِنهم قد أجابوا، فقال له: مالي فيها حاجة، قال: فتضحني عند القوم، قال: مالي فيها حاجة، قال فكيف أصنع؟ قال: إرجع إِليهم فقل لهم: لا حاجة لي فيها.

الصفحة 90