قال: فرجع فأخبرهم فقالت المرأة فبأي شيء يكرهني؟ قال: قلتُ: المال، قالت: فإِني أخرج من كل مال لي وأصبر معه، قال فجاء الرجل فرحا نشيطا فأخبره فقال: لا حاجة لي فيها، إمرأة نشأت في الخير ملكة لا تصبر على هذا، قال فأبى أَن يقبلها، فرجعت، قال: وقيل لسفيان: أي شيء تكرهه من التزويج؟ قال: أخاف أَن يكون لي ولد.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن سعيد، حَدثنا عَبد الرَّحمن، عن عَبد العزيز بن أَبي عثمان قال: خرجت إلى مكة فبعث معي المبارك بن سَعيد إلى سُفيان الثَّوري بجراب من دقيق، وهو مختف بمكة قال: فلما قدمت مكة جعلت أسال عنه فلم يدلوني حتى قلت لبعض أَصحابه أَنه ليسره لو قد رآني.
قال: فدلني عليه فدخلت عليه فقلتُ له: إِن المبارك بعث إليك بجراب من دقيق فقال عجل به علي فإِن بنا إِليه حاجة شديدة.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن يحيى، حَدثنا محمد بن عصام، سَمِعتُ أَبي يقول: ربما كان سُفيان يأخذ في التفكر فينظر إِليه الناظر فيقول مجنون.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبي، حَدثنا الفضل بن يعقوب الرخامي، حَدثنا الفريابي قال: قال سُفيان: العلماء ثلاثة، عالم بالله عز وجل عالم بأمره فذلك العالم الكامل، وعالم بالله ليس بعالم بأمر الله عز وجل، وعالم بأمر الله ليس بعالم بالله عز وجل فذلك العالم الفاجر، قال سُفيان: كان يقال إتقوا فتنة العابد الجاهل والعالم الفاجر فإِن فتنتهما فتنة لكل مفتون.