كتاب الجرح والتعديل (ط الهند) (اسم الجزء: المقدمة)

وأخذ عن عَلي بن الحسين بن الجنيد ما عنده عن محمد بن عَبد الله بن نمير.
وبالجملة فقد سعى أبلغ سعي في إستيعاب جميع أحكام أئمة الجرح والتعديل في الرواة إلى عصره ينقل كل ذلك بالأسانيد الصحيحة المتصلة بالسماع، أَو القراءة، أَو المكاتبة.
وفى آخر ترجمة طاوُوس من الكتاب قول الراوى عنه سألنا أَبَا محمد عَبد الرَّحمن بن أَبي حاتم فقلنا: هذا الذي تقول: سُئِل أَبو زُرعَة سأله غيرك وأَنت تسمعه، أَو سأله وأَنت لا تسمع؟ فقال: كلما أَقول: سُئِل أَبو زُرعَة، فإِني قد سمعته منه إِلاَّ أَنه سأله غيري بحضرتي، فلذلك لا أَقول: سألته، وأَنا فلا أدلس بوجه، ولا سبب، أَو نحو ما قال.
وقال في آخر مقدمة الكتاب 1/1/38 قصدنا بحكايتنا الجرح والتعديل إلى العارفين به العالمين له متأخرا بعد متقدم إلى أَن انتهت بنا الحكاية إلى أَبي، وأَبي زُرعَة رحمهما الله.
ولم نحك عن قوم قد تكلموا في ذلك لقلة معرفتهم به، ونسبنا كل حكاية إلى حاكيها والجواب إلى صاحبه، ونظرنا في إختلاف أقوال الأَئمة في المسئولين عنهم فحذفنا تناقض قول كل واحد منهم وألحقنا بكل مسئول عنه مالاق به وأشبهه من جوابهم على أَنَا قد ذكرنا أسامي كثيرة مهملة من الجرح والتعديل كتبناها ليشتمل الكتاب على كل من رَوَى عَنه: العلم رجاء وجود الجرح والتعديل فيهم فنحن ملحقوها بهم إِن شاء الله تعالى وقد يحكى في الجرح والتعديل عن شيوخه غير أَبيه، وأَبي زُرعَة كمُحمد بن مسلم بن وراة وعلي بن الحسين بن الجنيد وقد يتكلم بإجتهاده.
فهذا الكتاب هو بحق أم كتب هذا الفن ومنه يستمد جميع من بعده ولذلك قال المزى في خطبة تهذيبه، واعلم أَن ما كان في هذا الكتاب من أقوال أئمة الجرح والتعديل ونحو ذلك فعامته منقول من كتاب الجرح والتعديل لأَبي محمد عَبد الرَّحمن بن أَبي حاتم الرازي الحافظ ابن الحافظ..

الصفحة 13