كتاب الجرح والتعديل (ط الهند) (اسم الجزء: المقدمة)
- علم الجرح والتعديل:
هو علم يبحث فيه عن جرح الرواة وتعديلهم بألفاظ مخصوصة، وعن مراتب تلك الأَلفاظ، وهذا العلم من فروع علم رجال الأحاديث ولم يذكره أحد من أَصحاب الموضوعات مع أَنه فرع عظيم والكلام في الرجال جرحا وتعديلا ثابت عن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم ثم عن كثير من الصحابة والتابعين فمن بعدهم، وجوز ذلك تورعا وصونا للشريعة لا طعنا في الناس، وكما جاز الجرح في الشهود جاز في الرواة، والتثبت في أَمر الدين أولى من التثبت في الحقوق والأموال، فلهذا إفترضوا على أنفسهم الكلام في ذلك.
- النقد والنقاد.
ليس نقد الرواة بالأمر الهين، فان الناقد لا بد أَن يكون واسع الإطلاع على الأَخبار المروية، عارفا بأحوال الرواة السابقين وطرق الرواية، خبيرا بعوائد الرواة ومقاصدهم وأغراضهم، وبالأسباب الداعية إلى التساهل والكذب، والموقعة في الخطأ والغلط، ثم يحتاج إلى أَن يعرف أحوال الراوى متى ولد؟ وبأَي بلد؟ وكيف هو في الدين والأمانة والعقل والمروءة والتحفظ؟ ومتى شرع في الطلب؟ ومتى سمع؟ وكيف سمع؟ ومع من سمع؟ وكيف كتابه؟ ثم يعرف أحوال الشيوخ الذين يحدث عنهم وبلدانهم ووفياتهم وأوقات تحديثهم وعادتهم في التحديث، ثم يعرف مرويات الناس عنهم ويعرض عليها مرويات هذا الراوى ويعتبرها بها، إلى غير ذلك مما يطول شرحه، ويكون مع ذلك متيقظا، مرهف الفهم، دقيق الفطنة، مالكا لنفسه، لا يستميله الهوى، ولا يستفزه الغضب، ولا يستخفه بادر ظن حتى يستوفي النظر ويبلغ المقر، ثم يحسن التطبيق في حكمه فلا يجاوز، ولا يقصر.
الصفحة 2
27