كتاب الجرح والتعديل (ط الهند) (اسم الجزء: المقدمة)
وهذه المرتبة بعيدة المرام عزيزة المنال لم يبلغها إِلاَّ الأَفذاذ.
وقد كان من أكابر المحدثين وأجلتهم من يتكلم في الرواة فلا يعول عليه، ولا يلتفت إِليه.
قال الإمام عَلي بن المَديني، وهو من أئمة هذا الشأن أَبو نُعَيم وعفان صدوقان لا أقبل كلامهما في الرجال، هؤلاء لا يدعون أحدًا إِلاَّ وقعوا فيه، وأَبو نُعَيم وعفان من الأَجلة، والكلمة المذكورة تدل على كثرة كلامهما في الرجال ومع ذلك لا تكاد تجد في كتب الفن نقل شيء من كلامهما.
أئمة النقد.
إشتهر بالإمامة في ذلك جماعة كمالك بن أَنس وسفيان الثَّوري، وشُعبة بن الحجاج وآخرون قد ساق ابن أَبي حاتم تراجم غالبهم مستوفاة في كتابه تقدمة المعرفة لكتاب الجرح والتعديل وذلك أَنه رأى إِن مدار الأَحكام في كتاب الجرح والتعديل على أولئك الأَئمة، وأن الواجب أَن لا يصل الناظر إلى أحكامهم في الرواة حتى يكون قد عرفهم المعرفة التي تثبت في نفسه أنهم أهل أَن يصيبوا في قضائهم، ويعدلوا في أحكامهم، وأن يقبل منهم ويستند إِليهم ويعتمد عليهم.
ولنحو هذا المعنى يجدر بنا أَن نقدم هنا ترجمة ابن أَبي حاتم نفسه.
الصفحة 3
27