كتاب الجرح والتعديل (ط الهند) (اسم الجزء: المقدمة)

ثم قال الوزير: من يرجع إِليه في هذا؟ فقالوا: ابن أبي حاتم، فكتبوا إِليه في ذلك فنظر وتأمل فإذا الصواب مع ابن عقدة فكتب إلى الوزير بذلك فأطلق ابن عقدة وعظم شأنه وقد كان في ذاك العصر جماعة من كبار الحافظ ببغداد وما قرب منها فلم يقع الإختيار إِلاَّ عَلي بن أبي حاتم مع بعد بلده.
وقال مسلمة بن قاسم الأندلسي الحافظ كان ثقة جليل القدر عظيم الذكر إماما من أئمة خراسان
وَقال أَبو الوليد الباجى: ابن أَبي حاتم ثقة حافظ.
وَقال ابن السمعاني في الأَنساب: من كبار الأَئمة صنف التصانيف الكثيرة منها كتاب الجرح والتعديل وثواب الأَعمال وغيرهما سمع جماعة من شيوخ البخاري ومسلم.
وَقال الذهبي في التذكرة: الإمام الحافظ الناقد شيخ الإسلام، كتابه في الجرح والتعديل يقضى له بالرتبة المتقنة في الحفظ، وكتابه في التفسير عدة مجلدات، وله مصنف كبير في الرد على الجهمية يدل على إمامته.
وَقال في الميزان: الحافظ الثبت ابن الحافظ الثبت..وكان ممن جمع علو الرواية ومعرفة الفن وله الكتب النافعة ككتاب الجرح والتعديل والتفسير الكبير وكتاب العلل، وما ذكرته لولا ذكر أبي الفضل السليماني له فبئس ما صنع, فإِنه قال: ذكر أسامي الشيعة من المحدثين الذين يقدمون عَليًّا على عثمان، الأَعمش، النعمان بن ثابت، شُعبة بن الحجاج، عُبَيد الله بن موسى، عَبد الرَّحمن بن أَبي حاتم.
وفى لسان الميزان 2/128 عن الحاكم قال: سمعت أَبَا على الحافظ يقول دخلت مرو وفاتني حديث...فدخلت في بعض رحلاتي الرَّي فإذا الحديث عندهم عن جعفر بن منير الرازي عن روح بن عبادة عن شُعبة فأتيت ابن أَبي حاتم فسألته عنه فقال: ولم تسأل عن هذا؟ فقلت: هذا حديث تفرد به عثمان بن جبلة عن شُعبة، وهو في كتب روح بن عبادة عن سعيد..وقد أخطأ فيه شيخكم هذا على روح فلما كان بعد أيام عاودته في السؤال عن هذا الحديث فأخرج إلي كتابه، على الحاشية: قلت أَنَا هذا الحديث كذا وكذا وساق الكلام الذي ذكرته له، فقلت له متى قلت أَنت هذا؟ وإنما سمعته مِنّي وانقبضت عنه أَقول هذه مشاحة من أبي على، ويظهر من قول ابن أَبي حاتم أولا، ولم تسأل عن هذا؟ أَنه قد عرف علة الحديث وإنما أراد إمتحان أبي على ينظر أتفطن لها أَم لا؟ وابن أَبي حاتم في طبقة شيوخ أبي على رحمهما الله.

الصفحة 7