كتاب مسند إسحاق بن راهويه - ت البلوشي (اسم الجزء: 1)

وَإِنَّمَا يَصِلُ الْفَزَعُ إِلَى الأَحْيَاءِ ، فَوَقَاهُمُ اللَّهُ فَزَعَ ذَلِكَ الْيَوْمِ ، وَأَمَّنَهُمْ مِنْهُ ، وَهُوَ عَذَابُ اللَّهِ يَبْعَثُهُ عَلَى شِرَارِ خَلْقِهِ ، وَهِيَ الَّتِي يَقُولُ اللَّهُ : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ، يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} ، قَالَ : فَيَمْكُثُونَ فِي ذَلِكَ الْبَلاَءِ مَا شَاءَ اللَّهُ ، إِلاَّ أَنَّهُ يَطُولُ ذَلِكَ ، ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ إِسْرَافِيلَ بِنَفْخَةِ الصَّعْقِ فَيُصْعَقُ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَأَهْلُ الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ، فَإِذَا هُمْ خَمَدُوا خُمُودًا ، فَجَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى الْجَبَّارِ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، قَدْ مَاتَ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَأَهْلُ الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شِئِتَ ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ ، وَهُوَ أَعْلَمُ : فَمَنْ بَقِيَ ؟ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، أَنْتَ الْحَيُّ لاَ تَمُوتُ ، وَبَقِيَ حَمَلَةُ عَرْشِكَ ، وَجِبْرِيلُ ، وَمِيكَائِيلُ ، وَأَنَا ، فَيَقُولُ اللَّهُ : لِيَمُتْ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ ، قَالَ : فَيَتَكَلَّمُ الْعَرْشُ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، أَتُمِيتُ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ ؟ فيَقُولُ اللَّهُ لَهُ : اسْكُتْ ، فَإِنِّي كَتَبْتُ عَلَى مَنْ كَانَ تَحْتَ عَرْشِي الْمَوْتَ ، فَيَمُوتَانِ ، وَيَأْتِي مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى الْجَبَّارِ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، قَدْ مَاتَ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ ،

الصفحة 86