كتاب مسند إسحاق بن راهويه - ت البلوشي (اسم الجزء: 1)

ثُمْ يَأْتِيهِمُ اللَّهُ فِيمَا شَاءَ مِنْ هَيْبَتِهِ ، فَيَقُولُ : أَيُّهَا النَّاسُ ، ذَهَبَ النَّاسُ ، الْحَقُوا بِآلِهَتِكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونَ اللَّهِ ، فَيَقُولُونَ : مَا كُنَّا نَعْبُدُ غَيْرَهُ ، فَيَقُولُ : أَنَا رَبُّكُمْ ، فَهَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ مِنْ آيَةٍ تَعْرِفُونَهَا ، قَالَ : فَيُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ، فَيَتَجَلَّى لَهُمْ مِنْ عَظَمَةِ اللَّهِ مَا يَعْرِفُونَ بِهِ أَنَّهُ رَبُّهُمْ ، فَيَخِرُّونَ سُجَّدًا ، وَيَجْعَلُ اللَّهُ أَصْلاَبَ الْمُنَافِقِينَ كَصَيَاصِيِّ الْبَقَرِ ، وَيَخِرُّونَ عَلَى أَقْفِيَتِهِمْ ، ثُمَّ يَأْذَنُ اللَّهُ لَهُمْ أَنْ يَرْفَعُوا رُؤُوسَهُمْ ، وَيُضْرَبُ بِالصِّرَاطِ بَيْنَ ظَهْرَانَيِّ جَهَنَّمَ ، كَحَدِّ الشَّعْرَةِ ، أَوْ كَحَدِّ السَّيْفِ لَهُ كَلاَلِيبُ وَخَطَاطِيفُ ، وَحَسَكٌ كَحَسَكِ السَّعْدَانِ ، دُونَهُ جِسْرٌ دَحِيضٌ مَزْلَقَةٌ ، فَيَمُرُّونَ كَطَرْفِ الْعَيْنِ ، وَكَلَمْعِ (1) الْبَرْقِ ، وَكَمَرِّ الرِّيحِ ، وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ ، وَكَأَجَاوِيدِ الرِّكَابِ وَكَأَجَاوِيدِ الرِّجَالِ ، فَنَاجٍ سَالِمٍ ، وَنَاجٍ مَخْدُوشٍ ، وَمَكْدُوسٍ عَلَى وَجْهِهِ ، فَيَقَعُ فِي جَهَنَّمَ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ أَوْبَقَتْهُمْ أَعْمَالُهُمْ ، فَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُ النَّارُ قَدَمَيْهِ لاَ تُجَاوِزُ ذَلِكَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ إِلَى نِصْفِ سَاقَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ إِلَى حَقْوَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُ كُلَّ جَسَدِهِ إِلاَّ صُوَرَهُمْ ، يُحَرِّمُهَا اللَّهُ عَلَيْهَا ، فَإِذَا أَفْضَى أَهْلُ الْجَنَّةِ إِلَى الْجَنَّةِ وَأَهْلُ النَّارِ إِلَى النَّارِ ، قَالُوا : مَنْ يَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّنَا لِيُدْخِلَنَا الْجَنَّةَ ، قَالَ : فَيَقُولُونَ : وَمَنْ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْ أَبِيكُمْ آدَمَ ، خَلَقَهُ اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ ، وَكَلَّمَهُ قُبُلاً ،
_حاشية__________
(1) في حاشية المطبوع : جاءت في الأصل كلمة "البصر" ومضروب عليها.
- قلت : وفي "الأحاديث الطوال" للطبراني 1/275 ، و"العظمة" لأبي الشيخ 3/833 : "أَوْ كَلَمْحِ الْبَصَرِ"، وفي "البعث والنشور" للبيهقي 2/199 : "أَوْ كَلَمْحِ الْبَرْقِ"، وفي "إتحاف الخيرة المهرة" 8/152 : "كَطَرْفِ الْبَصَرِ ، أَوْ كَلَمْحِ الْبَصَرِ ، أَوْ كَلَمْحِ الْبَرْقِ"، وفي "تفسير ابن أبي حاتم" 10/3205 ، و"تعظيم قدر الصلاة" لابن نصر 1/287 : "وَكَلَمْحِ الْبَرْقِ".

الصفحة 93