كتاب مسند إسحاق بن راهويه - ت البلوشي (اسم الجزء: 1)

فَيُؤْتَى آدَمُ ، فَيُطْلَبُ ذَلِكَ إِلَيْهِ ، فَيَأْبَى وَيَقُولُ : عَلَيْكُمْ بِنُوحٍ ؛ فَإِنَّهُ أَوَّلُ رُسُلِ اللَّهِ ، فَيُؤْتَى نُوحٌ ، فَيُطْلَبُ ذَلِكَ إِلَيْهِ ، فَيَذْكُرُ ذَنْبًا ، وَيَقُولُ : مَا أَنَا بِصَاحِبِ ذَلِكَ ، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِإِبْرَاهِيمَ ، فَإِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَهُ خَلِيلاً ، فَيُؤْتَى إِبْرَاهِيمُ ، فَيُطْلَبُ ذَلِكَ إِلَيْهِ ، فَيَقُولُ : مَا أَنَا بِصَاحِبِ ذَلِكَ ، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُوسَى ، فَإِنَّ اللَّهَ قَرَّبَهِ نَجِيًّا ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ التَّوْرَاةَ ، فَيُؤْتَى مُوسَى ، فَيُطْلَبُ ذَلِكَ إِلَيْهِ ، فَيَقُولُ : مَا أَنَا بِصَاحِبِ ذَلِكَ ، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِرُوحِ اللَّهِ وَكَلِمَتِهِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ، فَيُؤْتَى عِيسَى ، فَيُطْلَبُ ذَلِكَ إِلَيْهِ فَيَقُولُ : مَا أَنَا بِصَاحِبِ ذَلِكَ ، وَلَكِنْ سَأَدُلُّكُمْ ، عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : فَيَأْتُونِي ، وَلِي عِنْدَ رَبِّي ثَلاَثُ شَفَاعَاتٍ وَعَدَنِيهِنَّ ، قَالَ : فَآتِي الْجَنَّةَ ، فَآخُذُ بِحَلْقَةِ الْبَابِ ، فَأَسْتَفْتِحُ ، فَيُفْتَحُ لِي فَتْحًا ، فَأُحَيِّي ، وَيُرَحَّبُ بِي ، فَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ ، فَإِذَا دَخَلْتُهَا ، نَظَرْتُ إِلَى رَبِّي عَلَى عَرْشِهِ خَرَرْتُ سَاجِدًا ، فَأَسْجُدُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَسْجُدَ ، فَيَأْذَنُ اللَّهُ لِي مِنْ حَمْدِهِ وَتَمْجِيدِهِ بِشَيْءٍ ، مَا أَذِنَ لأَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ ، ثُمَّ يَقُولُ : ارْفَعْ رَأْسَكَ يَا مُحَمَّدُ ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ ، وَاسْأَلْ تُعْطَهْ ، قَالَ : فَأَقُولُ : يَا رَبِّ ، مَنْ وَقَعَ فِي النَّارِ مِنْ أُمَّتِي ، فَيَقُولُ اللَّهُ : اذْهَبُوا ، فَمَنْ عُرِفَتْ صُورَتُهُ ، فَأَخْرِجُوهُ مِنَ النَّارِ ، فَيُخْرَجُ أُولَئِكَ حَتَّى لاَ يَبْقَى أَحَدٌ ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ : اذْهَبُوا فَمَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ دِينَارٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ مِنَ النَّارِ ،

الصفحة 94