كتاب مسند إسحاق بن راهويه - ت البلوشي (اسم الجزء: 1)

ثُمَّ يَقُولُ : ثُلُثَيْ دِينَارٍ ، ثُمَّ يَقُولُ : نِصْفُ دِينَارٍ ، ثُمَّ يَقُولُ : قِيرَاطٌ ، ثُمَّ يَقُولُ : اذْهَبُوا ، مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ ، قَالَ : فَيُخْرَجُونَ فَيُدْخَلُونَ الْجَنَّةَ ، قَالَ : فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا أَنْتُمْ بِأَعْرَفَ فِي الدُّنْيَا بِمَسَاكِنِكُمْ وَأَزْوَاجِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ بِمَسَاكِنِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ ، إِذَا دَخَلُوا الْجَنَّةَ ، قَالَ : فَيُخْرَجُ أُولَئِكَ ، ثُمَّ يَأْذَنُ اللَّهُ فِي الشَّفَاعَةِ ، فَلاَ يَبْقَى نَبِيٌّ وَلاَ شَهِيدٌ وَلاَ مُؤْمِنٌ إِلاَّ يُشَفَّعُ ، إِلاَّ اللَّعَانَ فَإِنَّهُ لاَ يُكْتَبُ شَهِيدًا ، وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُ فِي الشَّفَاعَةِ ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ : أَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ، فَيُخْرِجُ اللَّهُ مِنْ جَهَنَّمَ مَا لاَ يُحْصِي عَدَدَهُ إِلاَّ هُوَ ، فَيُلْقِيهِمْ عَلَى نَهْرٍ يُقَالُ لَهُ : الْحَيَوَانُ ، فَيَنْبُتُونَ فِيهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ ، مَا يَلِي الشَّمْسَ مِنْهَا أُخَيْضِرُ ، وَمَا يَلِي الظِّلَ مِنْهَا أُصَيْفِرُ ، قَالَ : فَكَانَتِ الْعَرَبُ إِذَا سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَأَنَّكَ كُنْتَ فِي الْبَادِيَةِ ، ثُمَّ يَنْبُتُونَ فِي جِيَفِهِمْ أَمْثَالَ الذَّرِّ ، مَكْتُوبٌ فِي أَعْنَاقِهِمُ الْجَهَنَّمِيُّونَ عُتَقَاءُ الرَّحْمَنِ ، يَعْرِفُهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ بِذَلِكَ الْكِتَابِ ، فَيَمْكُثُونَ مَا شَاءَ اللَّهُ كَذَلِكَ ، ثُمَّ يَقُولُونَ : يَا رَبَّنَا ، امْحُ عَنَّا هَذَا الاسْمَ ، فَيَمْحُو اللَّهُ عَنْهُمْ ذَلِكَ.

الصفحة 95