كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (اسم الجزء: 1)

وقد يتردد العلماء في بعض فروع هذه القاعدة؛ لتعارض الأدلة فيها، أو لعدم اعتقاد بعضهم اندراجه في هذه القاعدة، مثل ما نقله الأثرم (¬1) قال: سمعت أبا عبد الله يسأل عن لبس الحرير في الحرب؟ فقال: " أرجو أن لا يكون به بأس " (¬2) .
قال: وسمعت أبا عبد الله يسأل عن المنطقة والحلية فيها؟ فقال: " أما المنطقة فقد كرهها قوم، يقولون: من (¬3) زي العجم (¬4) وكانوا يحتجزون العمائم ". وهذا إنما علق القول فيه؛ لأن في المنطقة منفعة عارضت ما فيها من التشبه، ونقل عن بعض السلف أنه كان يتمنطق (¬5) فلهذا حكى الكلام عن غيره وأمسك. ومثل هذا: هل يجعل قولا له إذا سئل عن مسألة فحكى فيها جواب غيره ولم يردفه بموافقة ولا مخالفة؟ فيه لأصحابه وجهان:
أحدهما: نعم؛ لأنه لولا موافقته له (¬6) لما لكان قد أجاب السائل (¬7) لأنه إنما سأله عن قوله، ولم يسأله أن يحكي له مذاهب (¬8) الناس.
¬_________
(¬1) هو: أحمد بن محمد بن هانئ الطائي - ويقال: الكلبي- الأثرم، الإسكافي، من أصحاب الإمام أحمد الذين رووا عنه، ونقل مسائل كثيرة، وصنفها ورتبها أبوابا، وكان عالما حافظا جليل القدر، ثقة. توفي سنة (273 هـ) .
انظر: طبقات الحنابلة (1 / 66 - 74) ، ترجمة رقم (57) ؛ وتقريب التهذيب (1 / 25) ، (ت 117) .
(¬2) انظر: المغني والشرح الكبير (1 / 627) في المغني.
(¬3) في المطبوعة: هي زي الأعاجم.
(¬4) في (ج د) والمطبوعة: الأعاجم.
(¬5) في (أط) : يتنطق.
(¬6) في المطبوعة: لكان.
(¬7) في المطبوعة زاد: بغيره. بعد: السائل.
(¬8) في المطبوعة: مذهب.

الصفحة 402