كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (اسم الجزء: 1)

والثاني: لا يجعل بمجرد ذلك قولا له؛ لأنه إنما حكاه فقط، ومجرد الحكاية لا يدل على الموافقة.
وفي لبس المنطقة أثر (¬1) وكلام ليس هذا موضعه.
ولمثل هذا تردد كلامه في القوس الفارسية، فقال الأثرم: سألت أبا عبد الله عن القوس الفارسية؟ فقال: " إنما كانت قسي الناس العربية ". ثم قال: " إن بعض الناس احتج بحديث عمر رضي الله عنه: (جعاب وأدم) (¬2) ". قلت: حديث أبي عمرو بن حماس (¬3) ؟ قال: " نعم " (¬4) . قال: أبو عبد الله يقول: " فلا تكون جعبة إلا للفارسية (¬5) والنبل فإنما هو قرن ".
قال الأثرم، قلت لأبي عبد الله: في تفسير مجاهد: {قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ} [فصلت: 5] (¬6) قال: " كالجعبة للنبل " (¬7) قال: " فإن كان يسمي جعبة للنبل، فليس ما احتج به الذي قال هذا بشيء "، ثم قال: " ينبغي أن يسأل عن هذا أهل العربية ".
¬_________
(¬1) ذكر ابن القيم في زاد المعاد أن شيخ الإسلام ابن تيمية قال: لم يبلغنا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم شد على وسطه منطقة. زاد المعاد (1 / 131) .
(¬2) الجعاب جمع جعبة وهي كنانة النشاب (التي توضع فيها السهام) .
انظر: القاموس المحيط، باب الباء، فصل الجيم (1 / 48) .
(¬3) في (ج د) : ابن حماش. والصحيح بالسين المهملة.
هو: أبو عمرو بن حماس بن عمرو الليثي، من الطبقة السادسة، من العباد المجتهدين، ذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب عن أبي حاتم أنه مجهول. وقال ابن حجر في التقريب: "مقبول". توفي سنة (139 هـ) . انظر: تهذيب التهذيب (12 / 178) ، مادة (الكنى) ؛ وتقريب التهذيب (2 / 454) ، (ت 171) ، مادة (الكنى) .
(¬4) مسند عمر.
(¬5) في (ب ج د) : إلا الفارسية.
(¬6) سورة فصلت: من الآية 5.
(¬7) انظر: تفسير مجاهد، تحقيق السورتي، (ص 569) ، ط الأولى، تفسير سورة فصلت: من الآية 5.

الصفحة 403