كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (اسم الجزء: 1)
وإما في العمل المنبعث عن هوى النفس، مع شبهات اقتضت ذلك، ولهذا جاء في الحديث: «حب العرب إيمان وبغضهم نفاق» (¬1) مع أن الكلام في هذه المسائل لا يكاد يخلو عن هوى (¬2) للنفس، ونصيب للشيطان من الطرفين، وهذا محرم في جميع المسائل.
فإن الله قد أمر المؤمنين بالاعتصام بحبل الله جميعا، ونهاهم عن التفرق والاختلاف، وأمرهم (¬3) بإصلاح ذات البين، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر» (¬4) .
وقال صلى الله عليه وسلم: «لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا، كما أمركم الله» (¬5) وهذان حديثان صحيحان.
وفي الباب من نصوص الكتاب والسنة ما لا يحصى.
والدليل على فضل جنس العرب، ثم جنس قريش، ثم جنس بني هاشم: ما رواه الترمذي، من حديث إسماعيل بن أبي خالد (¬6) عن يزيد بن
¬_________
(¬1) مر تخريج الحديث قبل قليل.
(¬2) في (أط) : النفس.
(¬3) في (أط) : بصلاح.
(¬4) انظر: صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب رحمة الناس والبهائم، حديث رقم (6011) من فتح الباري، (10 / 438) ؛ وصحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، حديث رقم (2586) ، (4 / 1999 - 2000) .
(¬5) انظر: صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب ما ينهى عن التحاسد والتدابر، حديث رقم (6065) فتح الباري، (10 / 481) ؛ وصحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، حديث رقم (2563) ، باب تحريم الظن والتجسس. . إلخ، (4 / 1985- 1986) .
(¬6) هو: إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي، مولاهم، البجلي، قال ابن حجر في التقريب: "ثقة، ثبت، من الرابعة". أخرج له الستة، ومات سنة (146 هـ) .
انظر: تقريب التهذيب (1 / 68) ، (ت 503) أ.