كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (اسم الجزء: 1)

الأسود (¬1) عن حصين - كما رواه الترمذي - فلم يحدثه به، وإنما رواه عبد الله (¬2) عنه في المسند، وجادة (¬3) قال: " وجدت في كتاب أبي، حدثنا محمد بن بشر. . . وذكره. . . " (¬4) .
وكان أحمد رحمه الله (¬5) - على ما تدل (¬6) عليه طريقته في المسند - إذا رأى أن الحديث موضوع، أو قريب من الموضوع (¬7) لم يحدث به، ولذلك (¬8) ضرب على أحاديث رجال فلم يحدث بها في المسند؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من حدث عني بحديث وهو يرى أنه كذب: فهو أحد الكاذبين» (¬9) .
¬_________
(¬1) هو: عبد الله بن عبد الله بن الأسود الحارثي الكوفي، أبو عبد الرحمن، قال ابن حجر في التقريب: "صدوق"، وقال أبو حاتم: "ومحله الصدق"، من الطبقة التاسعة.
انظر: الجرح والتعديل (5 / 92، 93) ، (ت 424) ؛ وتقريب التهذيب (1 / 426) ، (ت 405) .
(¬2) أي: عبد الله بن الإمام أحمد، مرت ترجمته. انظر: فهرس الأعلام.
(¬3) الوجادة: هي أن يقف على أحاديث بخط راويها لا يرويها الواجد، وهو من باب المنقطع وفيه شوب اتصال. انظر: تدريب الراوي للسيوطي (2 / 61) .
(¬4) مسند أحمد (1 / 72) .
(¬5) في (أ) : رضي الله عنه.
(¬6) في (ب ج د) : يدل.
(¬7) في (أ) زاد هنا: أو قريب. ولا معنى لها. فلعلها تكرار من الناسخ.
(¬8) في (أ) : وكذلك.
(¬9) أخرجه مسلم في صحيحه، المقدمة، باب وجوب الرواية عن الثقات وترك الكذابين، والتحذير من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم (1 / 9) معلقا وموصولا. وأخرجه الترمذي في كتاب العلم، باب ما جاء فيمن روى حديثا وهو يرى أنه كذب، حديث رقم (2662) عن المغيرة بن شعبة، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح"، وقال: "وفي الباب عن علي بن أبي طالب وسمرة" (5 / 36) . وابن ماجه في المقدمة، باب من حدث عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حديثا وهو يرى أنه كذب، حديث رقم (38، 39، 40، 41) .

الصفحة 440