كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (اسم الجزء: 1)

وهذا يوجب العلم اليقيني، بأن إمام المتقين صلى الله عليه وسلم كان يمنع أمته منعا قويا عن أعياد (¬1) الكفار، ويسعى في دروسها (¬2) وطمسها (¬3) بكل سبيل، وليس (¬4) في إقرار أهل الكتاب على دينهم، إبقاء لشيء من أعيادهم في حق أمته، كما أنه ليس في ذلك إبقاء في حق أمته؛ لما هم عليه في سائر أعمالهم (¬5) من سائر كفرهم ومعاصيهم، بل قد بالغ صلى الله عليه وسلم في أمر أمته بمخالفتهم في كثير من المباحات، وصفات الطاعات؛ لئلا يكون ذلك ذريعة إلى موافقتهم في غير ذلك من أمورهم، ولتكون المخالفة في ذلك حاجزا ومانعا عن سائر أمورهم، فإنه كلما كثرت المخالفة بينك وبين أصحاب (¬6) الجحيم، كان أبعد لك عن أعمال أهل الجحيم.
فليس بعد حرصه على أمته ونصحه لهم غاية (¬7) - بأبي هو وأمي - وكل ذلك من فضل الله عليه وعلى الناس، ولكن أكثر الناس لا يعلمون (¬8) .
الوجه الرابع من السنة: ما خرّجاه في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: «دخل عليّ أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث، قالت: وليستا بمغنيتين (¬9) فقال أبو بكر رضي الله عنه: أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وذلك يوم عيد، فقال
¬_________
(¬1) في (أط) : يمنع منعا قويا أمته من أعياد.
(¬2) في (أ) : درسها.
(¬3) وطمسها: سقطت من (أ) . وفي (ط) : وطموسها.
(¬4) في (ج د) : منم.
(¬5) في سائر أعمالهم: سقطت من (ج د) .
(¬6) في (ج د ط) وفي المطبوعة: أهل الجحيم.
(¬7) في (أط) وفي المطبوعة: أخّر (غاية) بعد (بأبي هو وأمي) .
(¬8) في المطبوعة: لا يشكرون.
(¬9) في (ج د) : بمغنتين.

الصفحة 500