كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (اسم الجزء: 1)

ثم إن في هذا الحديث ذكر أن الجمعة لنا، كما أن السبت لليهود، والأحد للنصارى، واللام تقتضي الاختصاص.
ثم هذا الكلام: يقتضي الاقتسام، إذا قيل: هذه ثلاثة أثواب (¬1) أو ثلاثة غلمان: هذا لي، وهذا لزيد، وهذا لعمرو (¬2) أوجب ذلك أن يكون كل واحد مختصا بما جعل له، ولا يشرك فيه غيره، فإذا نحن شاركناهم (¬3) في عيدهم يوم السبت، أو عيد (¬4) يوم الأحد؛ خالفنا هذا الحديث، وإذا كان هذا في العيد الأسبوعي، فكذلك في العيد الحولي، إذ لا فرق، بل إذا كان هذا في عيد يعرف بالحساب العربي، فكيف بأعياد الكافرين العجمية التي لا تعرف إلا بالحساب الرومي القبطي، أو الفارسي أو العبري، ونحو ذلك؟ .
وقوله صلى الله عليه وسلم: «بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، وأوتيناه من بعدهم، فهذا يومهم الذي اختلفوا فيه، فهدانا الله» أي: من أجل، كما يروى أنه قال: «أنا أفصح العرب بيد أني من قريش، واسترضعت في بني سعد بن بكر» (¬5) .
والمعنى والله أعلم: أي نحن الآخرون في الخلق السابقون في
¬_________
(¬1) في (أط) : أبواب.
(¬2) في (ج د) : لعمر.
(¬3) في (أب د) : شركناهم.
(¬4) في (أ) : أو عيدهم يوم الأحد.
(¬5) قال في كشف الخفا: أورده أصحاب الغرائب ولا يعلم من أخرجه ولا إسناده.
انظر: كشف الخفا (1 / 232) ، حديث رقم (609) .
وذكره السيوطي في الجامع الصغير (1 / 413) ، رقم (2696) ، بلفظ: " أنا أعربكم، أنا من قريش، ولساني لسان بني سعد بن بكر "، وقال السيوطي: حديث صحيح، وذكر أنه عن ابن سعد بن يحيى بن يزيد السعدي مرسلا.
وذكره البغوي في شرح السنة (4 / 202) دون إسناد.
وذكر الألباني أنه موضوع. انظر: ضعيف الجامع الصغير وزيادته 187- 188، رقم 1303.

الصفحة 507