كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (اسم الجزء: 1)

وهذا عمر نهى عن تعلم (¬1) لسانهم، وعن مجرد دخول الكنيسة (¬2) عليهم يوم عيدهم، فكيف بفعل بعض أفعالهم؟ أو بفعل ما هو من مقتضيات دينهم؟ .
أليست موافقتهم في العمل أعظم من الموافقة في اللغة؟ أو (¬3) ليس عمل (¬4) بعض أعمال عيدهم (¬5) أعظم من مجرد الدخول عليهم في عيدهم؟
وإذا كان السخط ينزل عليهم يوم عيدهم بسبب عملهم؛ فمن يشركهم في العمل أو بعضه: أليس قد يعرض لعقوبة ذلك؟
ثم قوله: " واجتنبوا أعداء الله في عيدهم " أليس نهيا عن لقائهم والاجتماع بهم فيه؟ فكيف بمن عمل عيدهم؟
وأما عبد الله بن عمرو (¬6) فصرح أنه: " من بنى ببلادهم، وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت؛ حشر معهم " (¬7) وهذا يقتضي أنه جعله كافرا بمشاركتهم في مجموع هذه الأمور، أو جعل ذلك من الكبائر الموجبة للنار، وإن كان الأول ظاهر لفظه، فتكون المشاركة في بعض ذلك معصية؛ لأنه لو لم يكن مؤثرا في استحقاق العقوبة لم يجز جعله جزءا (¬8) من المقتضى، إذ المباح لا يعاقب عليه، وليس الذم على بعض ذلك مشروطا ببعض؛ لأن أبعاض (¬9) ما
¬_________
(¬1) تعلم: ساقطة من المطبوعة.
(¬2) في (أ) : السكينة، وهو تحريف.
(¬3) في (أ) : وأليس.
(¬4) "عمل": ساقطة من المطبوعة.
(¬5) في (أ) زاد: بسبب عملهم.
(¬6) في (أط) : ابن عمر، والصحيح: ابن عمرو، كما سبق ذكره في المتن، وكما هو مثبت من بقية النسخ.
(¬7) السنن الكبرى للبيهقي (9 / 234) وقد مر.
(¬8) في المطبوعة: جزاء.
(¬9) في (أ) : العارض.

الصفحة 515