كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (اسم الجزء: 1)

ذكره يقتضي الذم مفردا.
وإنما ذكر (¬1) - والله أعلم - من بنى ببلادهم؛ لأنهم على عهد عبد الله بن عمرو (¬2) وغيرهم من الصحابة كانوا ممنوعين من إظهار أعيادهم بدار الإسلام، وما كان أحد من المسلمين يتشبه بهم في عيدهم (¬3) وإنما كان يتمكن من ذلك بكونه في أرضهم.
وأما علي رضي الله عنه، فكره موافقتهم في اسم يوم العيد الذي ينفردون به، فكيف بموافقتهم في العمل؟
وقد نص أحمد على معنى ما جاء عن عمر وعلي رضي الله عنهما في ذلك، وذكر أصحابه مسأله العيد.
وقد تقدم قول القاضي أبي يعلى: مسألة في المنع من حضور أعيادهم.
وقال الإمام أبو الحسن الآمدي - المعروف بابن البغدادي (¬4) - في كتابه: عمدة الحاضر وكفاية المسافر: " فصل: لا يجوز شهود أعياد النصارى (¬5) واليهود، نص عليه أحمد في رواية مهنا (¬6) واحتج بقوله تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ} [الفرقان: 72]
¬_________
(¬1) في (أط) : ذكروا والله أعلم.
(¬2) في (أ) : ابن عمر.
(¬3) في (أ) : أعيادهم.
(¬4) في (ج د) : البغدي. والصحيح ما أثبته. انظر ترجمته (ص 383) من هذا الجزء.
(¬5) في (ج د) : ولا اليهود.
(¬6) في (أ) : منها. والصحيح مهنا. اسم شخص.
هو: مهنا بن يحيى الشامي السلمي، أبو عبد الله، من كبار أصحاب الإمام أحمد، ونقل عنه أشياء كثيرة من الأحكام والمسائل، وصحبه أكثر من أربعين عامًا، وكان الإمام يجله، وذكر ابن حجر في لسان الميزان أن الدارقطني قال عنه: " ثقة نبيل " وأن ابن حبان ذكره في الثقات، وأن الأزدي قال: " منكر الحديث ".
انظر: طبقات الحنابلة (1 / 345) ، (ت 495) ، ولسان الميزان (6 / 108) ، (ت 379) .

الصفحة 516