كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (اسم الجزء: 1)

فما قاله أحمد من كراهة هذه الأسماء له وجهان:
أحدهما: إذا لم يعرف معنى الاسم، جاز أن يكون معنى محرما، فلا ينطق المسلم بما لا يعرف معناه، ولهذا كرهت الرقى العجمية، كالعبرانية (¬1) أو السريانية، أو غيرها؛ خوفا أن يكون فيها معان لا تجوز.
وهذا المعنى هو الذي اعتبره إسحاق، لكن إن (¬2) علم أن المعنى مكروه فلا ريب في كراهته، وإن جهل معناه فأحمد كرهه، وكلام إسحاق يحتمل أنه لم يكرهه.
الوجه الثاني (¬3) كراهته أن يتعود الرجل النطق بغير العربية، فإن اللسان العربي شعار الإسلام وأهله، واللغات من أعظم شعائر (¬4) الأمم التي بها يتميزون، ولهذا كان كثير من الفقهاء أو أكثرهم يكرهون في الأدعية التي في الصلاة والذكر: أن يُدعى الله أو يذكر بغير العربية.
وقد اختلف الفقهاء في أذكار الصلوات (¬5) هل تقال بغير العربية؟ وهي ثلاث درجات: أعلاها القرآن، ثم الذكر الواجب غير القرآن، كالتحريمة بالإجماع (¬6) وكالتحليل والتشهد عند من أوجبهما (¬7) ثم الذكر غير الواجب، من دعاء أو تسبيح أو تكبير أو غير ذلك.
فأما القرآن: فلا يقرؤه (¬8) بغير العربية، سواء قدر عليها أو لم يقدر عند
¬_________
(¬1) في (أط) : بالعبرانية.
(¬2) في المطبوعة: إذا علم.
(¬3) في (ج د) وفي المطبوعة: في كراهة.
(¬4) في (ج د) : شعار.
(¬5) في (ج د) وفي المطبوعة: الصلاة.
(¬6) في (ج د) : بإجماع.
(¬7) في المطبوعة: أوجبه.
(¬8) في (أ) : لغير العربية.

الصفحة 519