كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (اسم الجزء: 1)

عنهم من السنة مثلها» (¬1) رواه الإمام أحمد.
وهذا أمر يجده من نفسه من نظر في حاله من العلماء، والعباد، والأمراء، والعامة وغيرهم، ولهذا عظمت الشريعة النكير على من أحدث البدع، وكرهتها (¬2) ؛ لأن البدع لو خرج الرجل منها كفافا لا عليه ولا له لكان الأمر خفيفا، بل لا بد أن يوجب له فسادا، منه (¬3) نقص منفعة الشريعة في حقه، إذ القلب لا يتسع للعوض والمعوض منه (¬4) .
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في العيدين الجاهليين: «إن الله قد أبدلكم بهما يومين خيرا منهما» (¬5) فيبقى اغتذاء قلبه من هذه الأعمال المبتدعة مانعا عن الاغتذاء، - أو من كمال الاغتذاء - بتلك الأعمال الصالحة (¬6) النافعة الشرعية، فيفسد عليه حاله من حيث لا يشعر (¬7) كما يفسد جسد المغتذي بالأغذية الخبيثة من حيث لا يشعر، وبهذا يتبين (¬8) لك بعض ضرر البدع.
إذا تبين هذا فلا يخفى ما جعل الله في القلوب من التشوق إلى العيد والسرور به والاهتمام بأمره، اتفاقا (¬9) واجتماعات وراحة، ولذة وسرورا، وكل ذلك يوجب تعظيمه لتعلق الأغراض به، فلهذا جاءت الشريعة في العيد، بإعلان
¬_________
(¬1) الحديث مر الكلام عليه. انظر: فهرس الأحاديث.
(¬2) في المطبوعة: قال: وحذرت منها. وأسقط: وكرهتها.
(¬3) في المطبوعة: قال: فسادًا في قلبه ودينه ينشأ من نقص. . إلخ. وهي زيادة عما في جميع النسخ.
(¬4) منه: سقطت من (أب ط) . وفي المطبوعة: عنه.
(¬5) الحديث مر الكلام عليه (ص485) .
(¬6) الصالحة: سقطت من المطبوعة.
(¬7) في المطبوعة: (يعلم) بدل (يشعر) .
(¬8) في (ب) : تبين.
(¬9) في المطبوعة: إنفاقًا.

الصفحة 544