كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (اسم الجزء: 1)
في أعيادهم، وأخبرت ببعض ما في ذلك: من الأثر القديم، والدلالة الشرعية، وبيَّنت بعض حكمة الشرع (¬1) في مجانبة الكفار، من الكتابيين والأميين، وما جاءت به الشريعة من (¬2) مخالفة أهل الكتاب والأعاجم (¬3) .
وإن كانت هذه قاعدة (¬4) عظيمة من قواعد الشريعة، كثيرة الشّعَب، واصطلاحا جامعا من أصولها كثير (¬5) الفروع، لكني (¬6) نبهت على ذلك بما يسر الله تعالى (¬7) وكتبت جوابا في ذلك لم يحضرني الساعة، وحصل بسبب ذلك من الخير (¬8) ما قدّره الله سبحانه، ثم بلغني بأخرة (¬9) أن من الناس من استغرب ذلك واستبعده؛ لمخالفة عادة قد نشؤوا عليها، وتمسكوا في ذلك بعمومات وإطلاقات اعتمدوا عليها، فاقتضاني (¬10) بعض الأصحاب أن أعلق في ذلك ما يكون فيه
¬_________
(¬1) في (ط) زاد: في ذلك من الأثر القديم، وهو خطأ من الناسخ حيث كرر العبارة.
(¬2) في (أ) : في مخالفة.
(¬3) الأعاجم: جمع عجم، والعجم خلاف العرب. انظر: القاموس المحيط - فصل العين، باب الميم (4 / 149) - والمقصود بالأعاجم الذين نهينا عن التشبه بهم: من لا يدين منهم بالإسلام، ومن كان منهم له عادات وأخلاق وأزياء تخالف عادات وأخلاق وأزياء المسلمين.
(¬4) في (ب) : هذه القاعدة.
(¬5) في (ب ج) : كثيرة.
(¬6) في (ب ج) : لكن.
(¬7) في (أ) : قال الله تعالى بدل يسر الله تعالى، وهو خطأ من الناسخ.
(¬8) في (أ) : من الخيرة.
(¬9) بأخرة: أي أخيرا.
(¬10) اقتضاني: طلب مني. يقال اقتضى الدين: أي طلبه. ويقال: استقضى فلانا: أي طلب إليه أن يقضيه.
انظر: القاموس المحيط - فصل القاف، باب الياء - والمعجم الوسيط (2 / 749) .