كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (اسم الجزء: 1)
ثم إنه سبحانه بعثه بدين الإسلام، الذي هو الصراط المستقيم، وفرض على الخلق أن يسألوه هدايته كل يوم (¬1) في صلاتهم (¬2) ووصفه بأنه صراط الذين أنعم (¬3) عليهم، من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، غير المغضوب عليهم ولا الضالين (¬4) .
قال عدي بن حاتم (¬5) رضي الله عنه: «أتيت رسول (¬6) الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد، فقال القوم: هذا عدي بن حاتم. وجئت بغير أمان ولا كتاب، فلما دفعت إليه أخذ بيدي، وقد كان (¬7) قال قبل ذلك: " إني لأرجو أن يجعل الله يده بيدي " قال: فلقيته امرأة وصبي معها فقالا: إن لنا إليك حاجة. فقام معهما حتى قضى حاجتهما، ثم أخذ بيدي، حتى أتى بي داره، فألقت له الوليدة (¬8) وسادة، فجلس عليها، وجلست بين يديه. فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: " ما يفرّك (¬9) . أيفرّك (¬10) أن تقول لا إله إلا الله؟ فهل تعلم من إله سوى الله؟ قال:
¬_________
(¬1) في المطبوعة: كل يوم مرارا.
(¬2) في (ب) في صلواتهم.
(¬3) في (ج د) : أنعم الله عليهم.
(¬4) في (د) : زاد: آمين.
(¬5) هو الصحابي الجليل: عدي بن حاتم بن عبد الله بن سعد الطائي، ابن حاتم الجواد المشهور بالكرم في الجاهلية، أسلم عدي سنة (9هـ) ، وكان رئيس قومه في الجاهلية والإسلام، وممن ثبتوا على الإسلام يوم الردة، وشهد فتوح العراق وغيرها، ثم سكن الكوفة، وشهد صفين مع علي رضي الله عنهما. ومات سنة (68 هـ) ، وعمره (120) سنة. انظر: الإصابة في تمييز الصحابة (2 / 468، 469) ، (ت 5475) .
(¬6) في (ب) : أتيت النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم.
(¬7) كان: سقطت من المطبوعة.
(¬8) الوليدة: الصبية أو الأمة، والجمع ولائد. انظر: مختار الصحاح باب الواو (ولد) .
(¬9) أي ما يحملك على الفرار.
(¬10) أيفرك: لا توجد في نسخة الترمذي التي بين يدي.