كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (اسم الجزء: 1)
قلت: لا. ثم تكلم ساعة (¬1) ثم قال: " إنما يفرّك (¬2) أن تقول: الله أكبر، وتعلم (¬3) شيئا أكبر من الله؟ " قال: قلت: لا. قال: " فإن اليهود مغضوب عليهم، وإن النصارى (¬4) ضلّال "، قال: فقلت: فإني حنيف (¬5) مسلم. قال: فرأيت وجهه ينبسط (¬6) فرحا» وذكر حديثا طويلا. رواه الترمذي وقال: " هذا حديث حسن غريب " (¬7) .
وقد دل كتاب الله على معنى هذا الحديث، قال الله سبحانه:
{قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} [المائدة: 60] (¬8) والضمير عائد إلى اليهود، والخطاب معهم كما دل عليه سياق الكلام. وقال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ} [المجادلة: 14] (¬9) وهم المنافقون الذين تولوا اليهود (¬10) باتفاق
¬_________
(¬1) من قوله: ثم تكلم ساعة، إلى قوله: فإن اليهود. . الحديث (ما يقارب السطر) سقط من المخطوطة (ط) . ولعله سهو من الناسخ.
(¬2) في (أب) : تفر. وهي كذلك في الترمذي: تفر.
(¬3) في الترمذي: وتعلم شيئا. . إلخ.
(¬4) "إن" سقطت من (أب ج) والمطبوعة. وفي الترمذي كما أثبت في النص.
(¬5) كذا في جميع النسخ: فإني حنيف. وكذا أورده ابن الأثير في جامع الأصول (9 / 111) في تحقيق عبد القادر وشعيب الأرناؤوط، ولكن عبارة الترمذي: فإني جئت مسلما.
(¬6) في (ب) والترمذي: تبسط.
(¬7) سنن الترمذي، كتاب تفسير القرآن، باب تفسير سورة الفاتحة، تابع الحديث رقم (2953) ، (5 / 202، 203، 204) . وقال فيه الترمذي: " هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث سماك بن حرب". وللحديث طرق وشواهد أخرى أكثرها مختصرة. انظر: مسند أحمد (4 / 378) .
(¬8) سورة المائدة: من الآية 60.
(¬9) سورة المجادلة: من الآية 14.
(¬10) في (أ) : يهود. وقد سقطت من (ط) .