كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (اسم الجزء: 1)

وهذا قد يبتلى (¬1) به طوائف من المنتسبين إلى العلم (¬2) فإنهم تارة يكتمون العلم بخلا به، وكراهة لأن (¬3) ينال غيرهم من الفضل ما نالوه، وتارة اعتياضا عنه (¬4) برئاسة أو مال، فيخاف من إظهاره انتقاص رئاسته أو نقص ماله، وتارة يكون قد خالف غيره في مسألة، أو اعتزى (¬5) إلى طائفة قد خولفت في مسألة، فيكتم من العلم ما فيه حجة لمخالفه وإن لم يتيقن أن مخالفه مبطل.
ولهذا قال عبد الرحمن بن مهدي (¬6) وغيره: أهل العلم يكتبون ما لهم وما عليهم، وأهل الأهواء لا يكتبون إلا ما لهم.
وليس الغرض تفصيل ما يجب أو يحتسب (¬7) في ذلك (¬8) بل الغرض التنبيه على مجامع يتفطن اللبيب بها لما ينفعه الله به.
وقال تعالى:
¬_________
(¬1) في (ب ج) والمطبوعة: ابتلي.
(¬2) في (أد ط) : للعلم.
(¬3) في (ج) والمطبوعة: أن ينال.
(¬4) عنه: سقطت من (أد ط) .
(¬5) اعتزى: انتسب انتمى.
(¬6) هو الإمام: عبد الرحمن بن مهدي بن حسان العنبري اللؤلؤي البصري، ولد سنة (135 هـ) ، وكان من كبار أئمة السلف، ومن أئمة الحديث الثقات المتقنين ومن أهل الورع والصلاح، قال فيه الشافعي: "لا أعرف له نظيرا في الدنيا" توفي بالبصرة سنة (198 هـ) ، ومولده ووفاته بالبصرة.
انظر: اللباب في تهذيب الأنساب لابن الجزري (3/ 135، 136) .
وانظر: تهذيب التهذيب لابن حجر (6/ 279 - 281) ، (ت 549) .
(¬7) في (ب ج د) والمطبوعة: وما يستحب.
(¬8) في ذلك: ساقطة من (ب ج د) والمطبوعة.

الصفحة 85