كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (اسم الجزء: 1)

وكلما كان القلب أتم حياة، وأعرف بالإسلام - الذي هو الإسلام، لست أعني مجرد التوسم (¬1) به ظاهرا (¬2) أو باطنا بمجرد الاعتقادات (¬3) (¬4) من حيث الجملة - كان إحساسه بمفارقة (¬5) اليهود والنصارى باطنا وظاهرا (¬6) أتم، وبعده عن أخلاقهم الموجودة في بعض المسلمين أشد.
ومنها: أن مشاركتهم في الهدي الظاهر، توجب (¬7) الاختلاط الظاهر، حتى يرتفع التميز ظاهرا، بين المهديين (¬8) المرضيين، وبين المغضوب عليهم والضالين (¬9) إلى غير ذلك من الأسباب الحكمية.
هذا إذا لم يكن ذلك الهدي الظاهر إلا مباحا محضا لو تجرد عن مشابهتهم، فأما إن كان من موجبات كفرهم؛ كان (¬10) شعبة من شعب الكفر؛ فموافقتهم فيه موافقة في نوع من أنواع معاصيهم (¬11) .
فهذا أصل ينبغي أن يتفطن له (¬12) .
¬_________
(¬1) في (أط) : الترسم.
(¬2) في (ج د) : وأعرف بالإسلام في حق الإسلام، لست أعني مجرد الترسم به ظاهرا. . إلخ.
(¬3) في (أب ط) : بمجرد الاعتقاد.
(¬4) في المطبوعة: الاعتقادات التقليدية.
(¬5) في (ج د) : بمفارقته. وفي (أط) : بمفارقته لليهود.
(¬6) في (ج د) : ظاهرا أو باطنا.
(¬7) في (ج د) : يوجب.
(¬8) في (ج د) : المهتدين.
(¬9) في (ط) : ولا الضالين.
(¬10) في المطبوعة: فإنه يكون شعبة. . إلخ.
(¬11) في المطبوعة: ضلالهم ومعاصيهم. وهي زيادة ليست في النسخ المخطوطة.
(¬12) في المطبوعة أيضا زاد: والله أعلم.

الصفحة 94