كتاب صفة الصفوة (اسم الجزء: 1)

الكرسي فغلبه النعاس فنام فامسك ابو الحسين عن الكلام ساعة حتى استيقظ ابو الفتح ورفع راسه فقال له ابو الحسين رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نومك قال نعم قال أبو الحسين لذلك امسكت عن الكلام خوفا تنزعج وتنقطع عما كنت فيه او كما قال.
وعن ابي بكر البرقاني قال لابي الحسين بن سمعون ايها الشيخ انت تدعو الناس الى الزهد في الدنيا والترك لها وتلبس احسن الثياب وتاكل اطيب الطعام فكيف هذا فقال كل ما يصلحك فافعله اذا صلح حالك مع الله بلبس لين الثياب واكل طيب الطعام فلايضرك.
اسند ابن سمعون عن خلق كثير يطول ذكرهم منهم عبد الله بن ابي داود السجستاني واملى الحديث.
وتوفي يوم النصف من ذي القعدة سنة سبع وثمانين وثلثمائة وكان مولده سنة ثلثمائة ودفن في داره ثم نقل بعد تسع وثلاثين سنة الى باب حرب وكفنه لم يبل.
قال عبد القادر بن محمد بن يوسف اخبرني ابي قال كنت مع الذين اخرجوا ابا الحسين من داره وقد دفن فيها اربعين سنة فاخرج الى قبر احمد واكفانه تتقعقع كما دفن رحمه الله.
331- عبد الصمد بن عمر بن محمد بن اسحاق ابو القاسم الواعظ
كان من اهل الزهد والصلاح الامرين بالمعروف والناهين عن المنكر.
عن احمد بن علي بن ثابت قال حدثني الضمري قال كان عند عبد الصمد جزء عن النجاد فاخذت من ابي بكر البقال نسخته ومضيت انا وابو يعلى بن المامون إليه فسلمنا عليه وسالناه ان يحضرنا في المسجد لنسمع الجزء منه وسبقناه الى المسجد.
فدخل وسلم وصلى ركعتين ثم جاء فجلس بين ايدينا فقلت له انما حضرنا لنسمع منك فان رأيت ان ترتفع الى صدر المجلس فقال هذا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم واشار الى ابن المامون وانت رجل من اهل العلم وما كنت لارتفع عليكما في المجلس.
وعن علي بن محمد الحسن المالكي قال جاء رجل الى عبد الصمد بمائة دينار ليدفعها إليه فقال له انا غني عنها فقال فرقها على اصحابك هؤلاء فقال ضعها على الارض
__________
331- هو: عبد الصمد بن عمر بن محمد بن إسحاق أبو القاسم الواعظ وكان ثقة صالحا زاهدا وإليه تنسب الطائفة المعروفة بأصحاب عبد الصمد تاريخ بغداد 11/43. رقم 5723.

الصفحة 552