كتاب صفة الصفوة (اسم الجزء: 1)

قال وكان قد اجتمعت فيه أدوات الرياسة من علم وقرآن وإسناد وحالة متسعة في الدنيا وغير ذلك وكان أورع الخلق وكان يبتدىء كل يوم بتدريس القرآن ويحضر عند الشيخ الكبير ذو الهيئة فيقدم عليه الحدث لاجل سبقه فاذا فرغ من اقراء القرآن ولي قراءة الحديث علينا بنفسه فلا يزال كذلك حتى يستنفد قوته ثم يضع الكتاب من يده وينصرف.
قال وكنت اطيل العقود معه وهو على حالة واحدة لا يتحرك ولا يعبث بشيء من اعضائه ولا يغير شيئا من هيئته حتى افارقه.
وقد بلغني انه كان يجلس مع اهله على هذا الوصف ولم ار في الشيوخ مثله.
سمع ابو احمد من القاضي المحاملي ويوسف بن يعقوب بن البهلول وحضر مجلس ابي بكر بن الانباري.
وتوفي في يوم الثلاثاء للنصف من شوال سنة ست واربعمائة وقد بلغ اثنتين وثمانين سنة ودفن في مقبرة جامع المدينة رحمه الله.
335- أبو العباس أحمد بن محمد ابن عبد الرحمن بن سعد الابيوردي
كان فقيها فصيحا من اصحاب ابي حامد الاسفرائيني توطن بغداد ولي القضاء بها على الجانب الشرقي ومدينة المنصور وكان مدرسا مفتيا مناظراً وكانت له حلقة بجامع المنصور.
ذكر عبيد الله بن احمد بن عثمان الصيرفي عمن حدثه ان القاضي ابا العباس الابيوردي كان يصوم الدهر وان غالب افطاره كان على الخبز والملح وكان فقيرا يظهر المروءة قال ومكث شتوة لا يملك جبة يلبسها.
وكان يقول لاصحابه في علة تمنعني عن لبس الحشو فكانوا يظنونه يعني المرض وانما كان يعني بذلك الفقر ولا يظهره تصوتا ومروءة.
وقال ابن ثابت حدثني الصوري انه سال الابيوردي عن مولده فقال سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
ومات يوم السبت السادس من جمادى الاخرة سنة خمس وعشرين واربعمائة ودفن في مقبرة باب حرب والله اعلم.
__________
335- هو: أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن سعيد أبو العباس الأبيوردي أحد الفقهاء الشافعيين من أصحاب أبي حامد الإسفراييني سكن بغداد وولي القضاء بها على الجانب الشرقي بأسره تاريخ بغداد 5/51. رقم 2411.

الصفحة 557