كتاب المقرر على أبواب المحرر (اسم الجزء: 1)

عَنْ النَّبِيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ: "لَا يَقرأُ الجُنُبُ، والحائضُ شَيْئًا من القُرآنِ" (¬1). رواه ابْن مَاجَه، والتِّرْمِذِيّ.
وقَالَ شيخنا: "هذا الحديث ضعيفٌ باتفاق أَهلِ المَعْرِفَة بالحديث" (¬2).
وقَالَ الإِمَام أَحْمَد: "هو حديث باطل" (¬3).
وقد اختلف في ابن عياش فقيل: ضعيف مطلقًا، وقيل، ثقةٌ في الشاميين دون غيرهم (¬4). قَالَه الإِمَام أَحْمَد، والبُخَارِيّ، وغيرهما.

[189] وعَنْه، أَنَّ عُمَرَ سَأَلَ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: أَيَرْقُدُ أَحَدُنا وَهُوَ جُنُبٌ؟ قَالَ: "نَعَمْ إِذَا تَوَضَّأْ أَحَدُكُمْ فَلْيَرقُدْ" (¬5).
¬__________
(¬1) حديث ضعيف: أخرجه التِّرْمِذِيّ (131)، وابن ماجه (595)، والبيهقي (1/ 89)، والدَّارَقُطْنِيّ (1/ 117) من حديث إسماعيل بن عياش عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر به.
وقال التِّرْمِذِيّ "حديث ابن عمر حديث لا نعرفه إلا من حديث إسماعيل بن عياش".
وقال البيهقي: قال محمد بن إسماعيل البُخَارِيّ فيما بلغني عنه إنما روى هذا إسماعيل بن عياش عن موسى بن عقبة، ولا أعرفه من حديث غيره وإسماعيل منكر الحديث عن أهل الحجاز وأهل العراق، وهذا من روايته عن أهل الحجاز؛ موسى بن عقبة مدني، ثم إن في روايته عن نافع شيء كما في "الخلاصة" للخزرجي.
(¬2) "مجموع الفتاوي" (26/ 191)، وتتمته: "رواه إسماعيل بن عياش عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر، وأحاديثه عن أهل الحجاز يغلط فيها كثيرًا، وليس لهذا أصل عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولا حدث به عن ابن عمر ولا عن نافع ولا عن موسى بن عقبة، أصحابهم المعروفون بنقل السنن عنهم".
(¬3) "تنقيح التحقيق" (1/ 135).
(¬4) قال الحافظ في "التقريب" في ترجمة إسماعيل بن عياش: "صدوق في روايته عن أهل بلده مخلط في غيرهم".
(¬5) أخرجه البُخَارِيّ (287) و (289) و (290)، ومسلم (306) (23).

الصفحة 107