كتاب المقرر على أبواب المحرر (اسم الجزء: 1)

وَقَالَ علي بن المديني: "لَا يَثْبُت".
وَقَالَ أَبو داود: "لَا يكاد يصح في تقدير الماء حديثٌ".
وقد وقفه جماعة على ابن عمر منهم: ابن عليَّة (¬1)، ومجاهد (¬2)، وقال شيخنا أبو العباس ابن تيمية في كلام له: "والَّذي أَظُنُ بل أقطع قطعًا أنَّه ليس من كلام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-" (¬3).
قَالَ سيد الحفاظ أبو حفص عمر بن بدر بن سعيد الموصلي (¬4): "لم يصح في هذا الباب شيء عَنْ النَّبِيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وفي "الصَّحِيح" ضدُّ ذلك" (¬5).

[8] وعَنْ ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-، أَنَّ النَّبِيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- كانَ يَغْتَسِل بِفضلِ مَيْمُونَة (¬6). رواه مسلم.

[9] وَعَنْهُ، قَالَ: اغْتَسَلَ بَعْضُ أَزْوَاجِ النَّبِيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في جَفْنَةٍ، فَجَاءَ النَّبِيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- ليَتَوَضَّأَ مِنْهَا أَوْ يَغْتَسِلَ، فَقَالتْ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ جُنُبًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الْمَاءُ لا
¬__________
(¬1) رواية ابن علية أشار إليها الدَّارَقُطْنِيّ (1/ 22)، وقال: وكذلك رواه إسماعيل بن علية عن عاصم بن المنذر عن رجل لم يسمه عن ابن عمر موقوفًا أيضًا.
(¬2) أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ (1/ 24)، والبيهقي (1/ 262) من طريق معاوية بن عمرو حدثنا زائدة عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر مثله موقوفًا.
وقال الدَّارَقُطْنِيّ: وهو الصواب، يعني الموقوف.
وفي سنده ليث وهو ابن أبي سُليم قال أحمد: ضعيف الحديث جدًا كثير الخطأ، كما في "المجروحين" (2/ 232).
(¬3) انظر: "مجموع الفتاوى" (21/ 35).
(¬4) عمر بن بدر بن سعيد، الإمام المحدث الفقيه الأصولي، حدث بحلب ودمشق له تواليف مفيدة في الحديث، توفي في شوال سنة (622).
انظر: "سير أعلام النبلاء" (22/ 287) "شذرات الذهب" (5/ 101) وانظر: (ص 345).
(¬5) "المغني عن الحفظ والكتاب" (17).
(¬6) أخرجه مسلم (323)، (48).

الصفحة 25