كتاب المقرر على أبواب المحرر (اسم الجزء: 1)

[76] وعَنْها قَالَت: كان رسُول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إِذَا خَرجَ مِنَ الخَلاء قَالَ: "غُفرَانَكَ" (¬1). رواه الخمسة، وحسنه التِّرْمِذِيِّ (¬2)، وصححه الحاكم (¬3)، وأبو حاتم.

[77] وعَنْها، قَالَتْ: "ذُكِرَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- أَنَّ نَاسًا يَكْرَهُونَ أَنْ يَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ بِفُرُوجِهِمْ، فَقَال: "أَو قَدْ فَعَلُوهَا حَوِّلُوا مَقْعَدِي قِبَلَ الْقِبْلَةِ" (¬4).
¬__________
= وله شاهد من حديث سلمان الفارسي مرفوعًا: "لا يستنجي أحدكم بدون ثلاثة أحجار"، أخرجه مسلم (262) (57). وعن عبد اللَّه بن مسعود وتقدم برقم (73). فالحديث حسن لغيره لشواهده.
(¬1) أخرجه أحمد (25220)، وأبو داود (30)، والتِّرْمِذِيّ (7)، وابن ماجة (300)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (6/ 24)، وابن خزيمة (90)، والدارمي (1/ 174)، والبيهقي (1/ 97)، والحاكم (1/ 158)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (23)، وابن الجارود (42)، وابن حبان (1444)، كلهم من حديث يوسف بن أبي بردة عن أبيه قال دخلت على عائشة فسمعتها تقول: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- "إذا خرج. . . " فذكره.
وقال التِّرْمِذِيّ: "هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلَّا من حديث إسرائيل عن يوسف بن أبي بردة".
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح، ووافقه الذهبي.
وإسناد الحديث يدور على يوسف بن أبي بردة، لم يرو عنه غير إسرائيل بن يونس، وسعيد بن مسروق الثوري، ووثقه ابن حبان والعجلي والحاكم والذهبي.
وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، يعني إذا توبع، وإلا فهو لين الحديث، والحديث مما انفرد به يوسف وصحح حديثه هذا أبو حاتم الرازي وابن خزيمة وابن حبان، وحسنه التِّرْمِذِيّ واللَّه أعلم.
(¬2) "جامع التِّرْمِذِيّ" (1/ 12).
(¬3) قال الحاكم (1/ 158): "هذا حديث صحيح فإن يوسف بن أبي بردة من ثقات آل أبي موسى، ولم نجد أحدًا يطعن فيه وقد ذكر سماع أبيه من عائشة".
(¬4) حديث ضعحف: أخرجه أحمد (25063)، و (25500)، و (25511)، و (20837)، و (25899)، و (26027)، وابن ماجة (324)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 234)، والبيهقي (1/ 59 - 60)، من طرق من حديث خالد بن أبي الصلت عن عراك بن مالك عن عائشة، فذكره. وهذا إسناد مسلسل بالانقطاع.
خالد بن أبي الصلت لم يسمع من عراك بن مالك، فيما ذكر البُخَارِيّ في "التاريخ الكبير" =

الصفحة 53