كتاب المقرر على أبواب المحرر (اسم الجزء: 1)

قَالَوا لقَتَادة (¬1): ما يُكره من البول، قَالَ: يُقَالَ: لإنَّها مساكنُ الجِنِّ.
رواه أحمد، وأبو داود، والنَّسَائِيِّ، وصححه النووي (¬2).

[88] وَعَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي مُسْتَحَمِّهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلَ فِيهِ". رواه أهل السنن.
وَقَالَ الإِمامُ أَحْمَدُ: "ثُمَّ يَتَوَضَّأُ فِيهِ، فَإِنَّ عَامَّةَ الْوَسْوَاسِ مِنْهُ" (¬3).

[89] وله، مع ابْن مَاجَة، وأبي داود في "مراسيله" عن ابن يزدادَ اليماني، مرفوعًا:
¬__________
= من طريق قتادة عن عبد اللَّه بن سرجس به مطولًا ومختصرًا. وسنده منقطع لم يسمع قتادة من ابن سرجس.
(¬1) في الأصل: لعباده، والمثبت من مصادر التخريج.
(¬2) "المجموع" (3/ 26)، و"خلاصة الحكام" (1/ 156).
(¬3) حديث صحيح عدا قوله: "ثم يغتسل فيه ثم يتوضأ فيه فإن عامة الوسواس منه": أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (978)، ومن طريقه أخرجه أحمد (25569)، وأبو داود (27)، وابن ماجة (304)، وابن الجارود (35)، والحاكم (1/ 167)، والبيهقي (1/ 98) من حديث معمر عن أشعث عن الحسن عن عبد اللَّه بن مغفل به.
وتابع عبد الرزاق عبد اللَّه بن المبارك أخرجه من طريقه التِّرْمِذِيِّ (21)، والنسائي (1/ 34)، وابن حبان (1255)، والحاكم (1/ 185) عن معمر عن أشعث به. وقال التِّرْمِذِيّ "حديث غريب". وصححه الحاكم علن شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وفيه نظر: أشعث وهو ابن عبد اللَّه بن جابر الحداني. ليس له رواية عند الشيخين، إنما أخرج له البُخَارِيّ تعليقًا، ثم هو صدوق، كما في "التقريب".
والحسن هو ابن أبي الحسن البصري قد عنعن فلم يصرح بالتحديث.
وفي الباب عن حميد بن عبد الرحمن قال: لقيت رجلًا صحب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كما صحبه أبو هريرة قال: نهى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يمتشط أحدنا كل يوم أو يبول في مغتسله.
أخرجه أحمد (17011)، وأبو داود (28)، والنسائي (1/ 130) بسند صحيح، وحسنه النووي في "خلاصة الأحكام" (1/ 55). وبه يتقوى حديث أشعث بن عبد اللَّه عدا قوله: "ثم يتوضأ فيه، أو ثم يغتسل فيه- فإن عامة الوسواس منه" لخلوها عن الشاهد وضعف سندها.

الصفحة 58