كتاب النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة (اسم الجزء: 1)

وأول من صلي عليه من الموتى به في داخله أبو الحسين سعيد «1» بن عثمان صاحب الشرطة في النصف من صفر، وكانت وفاته فجأة فأخرج وصلي عليه خلف المقصورة وكبر عليه خمساً، ولم يعلم أحد قبله صلي عليه بالجامع وأنكر الناس ذلك.
وأول من زاد في الجامع المذكور مسلمة بن مخلد الأنصاري أمير مصر في أيام معاوية سنة ثلاث وخمسين «2» ، فزاد فيه من بحريه وجعله رحبة في البحري وبيضه وزخرفه، ولم يغير البناء القديم ولا أحدث في قبليه ولا غربيه شيئاً.
وذكر أنه زاد فيه من شرقيه حتى ضاق الطريق بينه وبين دار عمرو بن العاص وفرشه بالحضر وكان مفروشاً قبل ذلك بالحصباء.
وقيل: إن مسلمة نقض ما كان عمرو بناه وزاد فيه من شرقيه وجعل له صوامع، وبنى فيه أربع صوامع في أركانه الأربعة، وأمر ببناء المنار في جميع المساجد، وأمر مسلمة أن يكتب اسمه على المنائر، وأمر مؤذني المسجد الجامع أن يؤذنوا للفجر إذا مضى نصف الليل، فإذا فرغوا من آذانهم أذن كل مؤذن في الفسطاط في وقت واحد، فكان لآذانهم دوي شديد، وأمر ألا يضرب بناقوس عند وقت الأذان، أعني الفجر.
ثم إن عبد العزيز بن مروان هدمه سنة تسع وسبعين، وهو أمير مصر من قبل أخيه عبد الملك بن مروان، وزاد فيه من ناحية الغرب وأدخل فيه الرحبة التي كانت في بحريه ولم يجد في شرقيه موضعا يوسعه به.

الصفحة 68