كتاب النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة (اسم الجزء: 1)

وعن عمرو قيل له: صف الأمصار، قال: أهل الشام أطوع الناس للمخلوق وأعصاه للخالق؛ وأهل مصر أكيسهم صغاراً وأحمقهم كباراً؛ وأهل الحجاز أسرع الناس إلى الفتنة وأعجزهم عنها؛ وأهل العراق أطلبهم للعلم وأبعدهم منه.
قال مجالد عن الشعبي قال: دهاة العرب أربعة: معاوية، وعمرو، والمغيرة ابن شعبة، وزياد بن أبيه؛ فأما معاوية فللأناة والحلم، وأما عمرو فللمعضلات، وأما المغيرة فللمبادرة، وأما زياد بن أبيه فللصغير والكبير.
وقال أبو عمران بن عبد البر: كان عمرو من فرسان قريش وأبطالهم في الجاهلية، مذكوراً فيهم بذلك، وكان شاعراً محسناً حفظ عنه فيه الكثير في مشاهد شتى، وله يخاطب عمارة بن الوليد بن شعبة عند النجاشىّ:
إذا المرء لم يترك طعاماً يحبه ... ولم ينه قلباً غاوياً حيث يمما
قضى وطراً منه وغادر سنة ... إذا ذكرت أمثالها تملأ الفما
وقال الذهبي في التذهيب: روى أحمد بن حنبل عن أبي عبد الله البصري عن أبي مليكة قال قال عمرو بن العاص: إني لأذكر الليلة التي ولد فيها عمر. قلت:
ما قال هذا إلا لأنه أسن من عمر فلعل بينهما نحو خمسين سنة. انتهى كلام الذهبىّ باختصار.
وقال ابن عبد الحكم في تاريخه: خطبة عمرو. حدّثنا عبد الرحمن حدّثنا سعيد ابن ميسرة عن إسحاق بن الفرات عن ابن لهيعة عن الأسود بن مالك الحميري عن بحير بن ذاخر «1» المعافري قال:

الصفحة 72