كتاب النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة (اسم الجزء: 1)

*** السنة السابعة من ولاية ابن أبي سرح على مصر وهي سنة إحدى وثلاثين من الهجرة- فيها توفي أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي القرشي، أسلم أبو سفيان يوم الفتح وشهد حنيناً وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم من الغنائم مائة من الإبل وأربعين أوقية، وقد فقئت عينه يوم الطائف، ثم شهد غزوة اليرموك، وفيها توفي أبو الدرداء، واسمه عويمر بن يزيد، وقيل عبد الله بن قيس بن ثعلبة بن أمية بن مالك بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج الأنصاري الصحابي المشهور رضي الله عنه؛ وفيها توفي نعيم بن مسعود بن عامر الأشجعي، كنيته أبو سلمة له صحبة ورواية رضي الله عنه؛ وفيها توفي كسرى ملك فارس وهو يزدجرد بن شهريار، وسبب هلاكه أنه هرب من كرمان إلى مرو فلم يتم له ذلك، فخرج أيضاً هارباً إلى أن نزل برجل ينقر الأرحاء فأوى إليه، فقتله الرجل وأخذ ما عليه من الجواهر.
أمر النيل في هذه السنة، الماء القديم ذراعان وعشرون إصبعا، مبلغ الزيادة خمسة عشر ذراعاً واثنا عشر إصبعاً.
*** السنة الثامنة من ولاية ابن أبي سرح على مصر وهي سنة اثنتين وثلاثين- فيها سار عبد الله بن عامر من البصرة إلى المشرق فافتتح بها بلاداً كثيرة: الطالقان وجرجان وبلخ وطخارستان، وكان على مقدمته الأحنف بن قيس، وقيل بل جهز عبد الله بن عامر الأحنف وأقام هو بالبصرة يمده بالمال والرجال؛ وفيها غزا عبد الرحمن بن ربيعة بلنجر، وكان صاحبها نازلاً قريباً من باب الأبواب وبعث يطلب من سعيد بن العاص المدد فأمده بحبيب بن مسلمة الفهري فأبطأ حبيب على

الصفحة 88