كتاب الدر الفريد وبيت القصيد (اسم الجزء: 1)
وَقَدْ شَارَكَ عَدِيًّا أَبُو النَّجْمِ، وَأوْرَدَهُ فِي أخْصَرِ لَفْظِ، فَقَالَ يَصِفُ عَيْرًا أَوْ أتَانًا، وَمَا أثَارَاهُ مِنْ عَدْوِهِمَا (¬1): [من الرجز]
أَلْقَى بِجَنْبِ القَاعِ مِنْ حِيَالِهَا ... سِرْبَالَهُ وَانْشَامَ فِي سِرْبَالِهَا
وَأمَّا قَوْلُ النَّابِغَةِ:
فَإِنَّكَ شَمْسٌ. . .
فَقَدْ تَقَدَّمَهُ شَاعِرٌ قَدِيمٌ مِنْ شُعَرَاءِ كِنْدَةَ يَمْدَحُ عَمْرَو بنَ هِنْدٍ، وَهُوَ أحَقُّ بِهِ مِنَ النَّابِغَةِ؛ إِذْ كَانَ أَبَا عُذْرِهِ وَهُوَ (¬2): [من الطويل]
تَكَادُ تَمِيْدُ الأَرْضُ بِالنَّاسِ أنْ رَأوا ... لَعَمْرِو بن هِنْدٍ غَضْبَةً وَهُوَ عَاتِبُ
هُوَ الشَّمْسُ وَافَتْ يومَ سَعْدٍ فَأَفْضَلَتْ ... عَلَى كُلِّ ضَوْءٍ والمُلُوْكُ كَوَاكِبُ
قَالَ الأَصمَعِيُّ: فَكَأنَيّ وَاللَّهِ أَلقَمْتُ جَعْفَرًا حَجَرًا، وَاهْتَزَّ الرَّشِيْدُ مِنْ فَوْقِ سَرِيْرِهِ أشَرًا، وَكادَ يَطِيْرُ عُجْبًا وَطَرَبًا، وَقَالَ: للَّهِ دَرُّكَ يا أصمَعِيُّ اسْمَعِ الآنَ مَا وَقَعَ عَلَيْهِ اختياري. قُلْتُ: لِيَقُلْ أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ أحْسَنُ اللَّهُ تَوْفِيْقَهُ.
فَقَالَ: عَيَّنْتُ عَلَى ثَلَاثَةِ أشْعَارٍ، أُقْسِم بِاللَّهِ إنَّنِي أمْلِكُ قَصَبَ السَّبْقِ بِأحَدِهَا.
¬__________
= وَلَهُ (1):
مَحْرِكٍ سَحَبَ العَجَاجُ ذَوَائِبًا ... سُوْدًا بِهِ فَوْقَ النَّجِيْعِ الأَحْمَرِ
فَكَسَّفْتَ ضَاحِيَةً بِنَقْعٍ مُظْلِمٍ ... وَكَشَفْتَ دَاجِيَةً بِوَجْهٍ مُقْمِرِ
عِمْرَانُ بنُ نَاجِيَةَ:
لِشَمْسِ الضُّحَى سِتْرَانِ ... سِتْرُ سُيُوْفِهُمْ وَسِتْرٌ لَهَا مِمَّا في الحَوَافِر
(¬1) حلية المحاضرة 1/ 175، ولم يرد في ديوانه.
(¬2) أخبار أبي تمام ص 132.
_______
(1) ديوان الشريف الرضي 1/ 471.
الصفحة 142