كتاب الدر الفريد وبيت القصيد (اسم الجزء: 1)

ورسالةُ ابن فارس بهذا المعنى لا تعدو أن تكون فصلًا صغيرًا جدًا من فصول كتب الأمثال من مثل: كتاب "الدرة الفاخرة في الأمثال السائرة" لحمزة بن الحسن الأصفهاني، و"الأمثال المولّدة" لأبي بكر الخوارزمي، و"جمهرة الأمثال" لأبي هلال العسكري، و"مجمع الأمثال" للميداني، وسواها من الكتب التي تأخّرت عنها.
أمَّا كتابُ ابن أيدمر فهو يكاد يكون موسوعةً شعريّة في بابه. مما سأفيض في الحديث عنه.
وإذا كان أقصى همُ ابن فارس أن يُثبت البيت كما روي دون أن يهمه تقصّي نسبته، فإنَّ ابن أيدمر على خلاف هذا تُهمّه نسبة البيت فإن ذُكر أنه يُنسب لأكثر من واحد ذكر ذلك، وفصله.
ووجهٌ آخر هو أنّ ابن فارس كان يذكر البيت مُفردًا، أمَّا ابن أيدمر فقد كان يهمّه أن يُثبت -حيثما تسنّى له ذلك- أكبر عددٍ من أبيات القصيدة التي ورد فيها البيت المستَشهد به.
وبجملة واحدة فإن كتاب "الدر الفريد" لا يشبِه لا "أبيات الاستشهاد" لابن فارس، ولا "أعجاز الأبيات" للمبرِّد.
وأجيء الآن إلى الكتاب فأقول:
إنّه يقع في خمسة أجزاء ما تزال مخطوطة كتبت بخطِّ المؤِّلف نفسه. وهو خطٌّ نسخيٌّ على درجة عالية من الجمال والضبط، وتستغرق هذه الأجزاء الخمسة أكثر من ألف ورقةٍ قليلًا، أي أكثر من ألفي صفحة. وقد أصدره -كما هو- الأستاذ العلّامة الدكتور فؤاد سزكين سنة: 1988 عن "معهد تاريخ العلوم العربية والإِسلامية في إطار جامعة فرانكفورت" بألمانيا.
وعقد المؤلِّف أغلب الجزء الأول من كتابه على مصطلحات البلاغة العربية من حيث هي مصطلحاتٌ جوفاء ميتة كما آلت إليه عند المتأخِّرين من أمثال السكّاكي، والتفتازاني، وعلي بن حمزة العلويّ، وسواهم، وليس كما كانت عند الجاحظ،

الصفحة 17