كتاب الدر الفريد وبيت القصيد (اسم الجزء: 1)

يعيشُ المرءُ -ما استحيا- بخيرٍ ... ويبقى العودُ ما بقيَ اللحاءُ"
فزاد ابنُ أيدمر على ما قال بيتين هما:
"إذا لم تخشَ عاقبةَ الليالي ... ولم تَستَحي فافعلْ ما تشاءُ
وكُلُّ شديدة نزلت بقَومٍ ... سيأتي بعدَ شدّتِها رخاءُ"
ويمكنني أن أحيلك على الصفحة: 31 من "الحماسة" وعلى الصفحة: 342 من الجزء الخامس من كتابنا لتجد أن المطبوع من "الحماسة" قد نسب مقطعة الرثاء الرائية الرائعة التي مطلعها:
أقول لنفسي في الخلاء ألومها ... لكِ الويلُ، ما هذا التجلّدُ والصبرُ؟ !
والحقُ أنَّ نسبة الأبيات الرائية إلى يحيى بن زياد ليست بغريبة؛ فقد روى أبو تمام نفسُه على الصفحة: 24 - 241 مُقطعة عينيَّة لا تقل عن أختها الرائية روعةً ليحيى في رثاء أخيه عمرو؛ ورواها أيضًا ابن الأعرابيِّ معاصر أبي تَمام على الصفحة: 53 من كتابه: "مقطعات مراث" له.
وليس من همِّي أن أُفاضل بين النِّسبتين، وإنَّما أردتُ أن أنبِّه.
وكما نقل عن "الحماسة" نقل عن كتب أخرى لا نعرف منها اليوم شيئًا، ولم تعرفها المصادر التي سبقته من مثل: "شُعلة القابس" لابن دُريد (¬1)، و"الرسالة الباهرة" لأبي عليّ الحاتمي (¬2)، ومن مثل: "زهرة الرياض وأُنس القلوب المراض" للوشّاء (¬3)، و"ديوان الإمام علي بن أبي طالب" برواية محمد بن عمران
¬__________
(¬1) الدر 3/ 365، وتنظر مؤلفات ابن دريد في مقدّمة كتابه جمهرة اللغة 1/ 908، الطبعة الهندية، وفي مقدمة كتابه الاشتقاق: 15 - 21.
(¬2) تنظر مؤلفات الحاتمي في حلية المحاضرة 1/ 77 - 78، بتحقيق الدكتور جعفر الكتاني، وينظر ذكر الكتاب في الدر 5/ 105.
(¬3) تنظر مؤلفاته في معجم الأدباء 17/ 133 طبعة دار المأمون، وقد ذكر ابن أيدمر الكتاب في السابق 2/ 207. =

الصفحة 21