كتاب الدر الفريد وبيت القصيد (اسم الجزء: 1)

الحربُ فيه، وشهدتُ ذلك اليومَ وهو عاشر المحرم من سنة ستٍّ وخمسين وستمئة هلالية" (¬1).
وإذًا فلم يكن مؤلّفنا من أنصار المغول، وإنّما التقى بهولاكو من بابين: الباب الأول منهما هو اهتمام هولاكو بجمع العلماء العراقيين من حوله، والباب الثاني هو ما يمكن أن خطر على ذهن ابن أيدمر وهو يلتقي به من أمر المثل العربيّ القائل: "أضرعتني إليك الحُمّى".
ومن هنا كان من شأن شهادة رجلٍ بمثل حاله على حال ابن العلقميّ أن تكون صادقةً مُصدَّقةً، فإذا آمنا بهذا وجدناه يقول: إن الوزير ابن العلقمي كان يُحرِّض المدافعين عن بغداد -والخائن لا يُحرِّض- أن يستميتوا في الدفاع عنها: فقد روى من متن كتابه (¬2) قول الصَّليحي قائم اليمن:
"إنَّ العُلى لا يُستطاعُ خطابُها ... حتّى تُطلَّق دونها الأعمارُ"
ثم عقَّب على ذلك بقوله كعادته: "حاشية: حكى لي من حضر أنَّه لمّا ركب فتح الدين بن كُرّ رحمه اللَّه في واقعة بغداد حضر بين يدي الوزير مؤيد الدين بن محمَّد العلقمي فقال له مُحرِّضًا:
إنَّ العلى لا يُستطاعُ خطابُها (البيت)
أمَّا كيف رضي هولاكو عن ابن العلقمي فسلّمه بغداد فيقول ابنُ أيدَمر على الصفحة: 183 من الجزء الخامس "لما أخذ المغول بغداد وقتلوا الخليفة أبا أحمد عبد اللَّه المستعصم باللَّه رحمة اللَّه عليه كان وزيرَه مؤيدُ الدين أبو طالب محمد بن العلقمي، وتوصَّل بحسن تدبيره، وصائب رأيه حتى سلم من القتل هو وأتباعه، فلما رحل المغول من بغداد سُلِّمت الأعمال وبغداد إليه، ثم مات عن قربٍ. واتَّفق أن ولده عز الدين كتب إلى والده الوزير يقول: ما أحسن قول القائل:
¬__________
(¬1) الدر: 3/ 22 صد: مُرنزا، وهو الصواب.
(¬2) الدر الفريد - المخطوط 5/ 335.

الصفحة 30