كتاب شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري (اسم الجزء: 1)
قال: "باب قول الله -تعالى-: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ} (¬1)
قال القرطبي: "بالحق-أي بكلمة الحق- يعني: قوله: كن" (¬2) .
ومثله قال القسطلاني، ثم قال: " وقال ابن عادل في لبابه: قيل: الباء بمعنى اللام، أي إظهاراً للحق؛ لأنه جعل صنعه دليلاً على وحدانيته، فهو نظير قوله - تعالى -: {مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً} (¬3) .
وقال الخازن: " يعني إظهاراً للحق، فعلى هذا تكون الباء بمعنى اللام، لأنه جعل صنعه دليلاً على وحدانيته، وقيل: خلقها بكمال قدرته، وشمول علمه، وإتقان صنعه، وكل ذلك حق.
وقيل: خلقها بكلامه الحق، وهو قول "كن" وفيه دليل على أن كلام الله - تعالى- ليس بمخلوق؛ لأنه لا يخلق مخلوق بمخلوق" (¬4) .
¬_________
(¬1) الآية 73 من سورة الأنعام.
(¬2) "تفسير القرطبي" (6/19) .
(¬3) الآية 191 من سورة آل عمران، "هدي الساري" (10/369) .
(¬4) "تفسير الخازن" (2/147) .