كتاب شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري (اسم الجزء: 1)
الرابع: الفعل والقول الواقع بحسب ما يجب، وبقدر ما يجب، وفي الوقت الذي يجب، قال الله -تعالى-: {كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ} (¬1) .
قلت: يأتي أيضاً موصوفا به دين الله وشرعه، وأمره، كما في قوله -تعالى-: {وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ} (¬2) أي: وعده أن يبعثكم ويجازيكم. وقال -تعالى- {وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ} (¬3) ، {بِالْحَقِّ مِن رَّبِّك} (¬4) ، {وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ} (¬5) .
قال الحليمي: " الحق" ما لا يسمع إنكاره، ويلزم إثباته والاعتراف به.
ووجود الباري -تعالى- أول ما يجب الاعتراف به، ولا يسع جحده، إذ لا مثبت تظاهرت عليه الدلائل البينة مثل ما تظاهرت على وجود الباري - جل جلاله-" (¬6) .
وقال أيضاً: " الحق في الأسماء الحسنى معناه - كما قال ابن برجان: الواجب الوجود بالبقاء الدائم، الجامع للخير والمجد، والمحامد كلها، والثناء الحسن، والأسماء الحسنى والصفات العليا.
¬_________
(¬1) الآية 13 من سورة السجدة، "المفردات" (ص125) بتصرف.
(¬2) الآية 53 من سورة يونس.
(¬3) الآية 71 من سورة آل عمران.
(¬4) الآية 147 من سورة البقرة، والآية 60 من سورة آل عمران.
(¬5) الآية 149 من سورة البقرة.
(¬6) "المنهاج" (1/188) .