كتاب شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري (اسم الجزء: 1)

اللهُ} (¬1) أي يخرجهم من الأرض أحياء، ويسيرهم إلى المحشر.
وقوله تعالى: {وَلَكِن كَرِهَ اللهُ انبِعَاثَهُمْ} (¬2) أي: توجههم، ومضيهم معك. وقوله تعالى: {فَبَعَثَ اللهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ} (¬3) أي: قيضه لذلك.
وقوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً} (¬4) أي: أرسلناهم لدعوة قومهم إلى الله تعالى، فالبعث ضربان: أحدهما: يتعلق بفعل المخلوق، كبعث البعير، وبعث الإنسان في حاجة.
والثاني: إلهي، وهو قسمان:
الأول: إيجاد الأعيان، والأجناس، والأنواع، من العدم، على غير مثال سابق، وهذا خاص بالله تعالى.
والثاني: إحياء الموتى، وهذا قد أعطى، جل وعلا- بعض من يشاء من عباده شيئاً منه، كعيسى-عليه السلام- ليكون آية على صدقه" (¬5) ولا يقع ذلك إلا بإذن الله تعالى وإرادته.
و"اليمن" اسم البلاد المعروفة الواقعة في الجنوب الغربي من جزيرة العرب.
قال في "القاموس": "اليمن ما كان عن يمين القبلة من بلاد الغور" (¬6) ، وفي "المراصد": "سميت اليمن لتيامنهم إليها، لما تفرقت العرب من مكة، كما سميت
¬_________
(¬1) الآية 36 من سورة الأنعام.
(¬2) الآية 46 من سورة التوبة.
(¬3) الآية 31 من سورة المائدة.
(¬4) الآية 36 من سورة النحل.
(¬5) "المفردات"للراغب، بتصرف (ص52) .
(¬6) " القاموس" (4/279) .

الصفحة 34