كتاب شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري (اسم الجزء: 1)

الشام لأخذهم الشمال". (¬1)
قلت: وفيه نظر، وذلك أن اليمن قديم، قبل وجود مكة على يدي إبراهيم وابنه إسماعيل-عليهما السلام-إلا أن تكون التسمية حادثة. وقال قطرب: "سمى اليمن ليمنه". (¬2)
قال الحافظ: "كان بعث معاذ إلى اليمن سنة عشر، قبل حجة الوداع" (¬3) ، وعند أهل المغازي، أن ذلك في ربيع الآخر، من سنة تسع، والصحيح ما قاله الحافظ، وقد أشار البخاري-رحمه الله- إلى ذلك بقوله: باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع". (¬4)
وقيل: كان ذلك في أواخر سنة تسع، عند منصرفه-صلى الله عليه وسلم - من تبوك، رواه الواقدي بإسناده إلى كعب بن مالك، وحكى ابن سعد أنه كان في ربيع الآخر سنة عشر" (¬5) فالله أعلم.
قوله: "إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب". تقدم-بفتح الدال-لأن ماضيه ثلاثي مكسور العين، ومصدره قدوماً، لأنه يدل على معالجة.
"القوم" الجماعة من الرجال والنساء، أو من الرجال خاصة، وتدخل النساء على التبعية. قاله في "القاموس". (¬6)
"وأهل الكتاب" هم اليهود والنصارى، "والمقصود هنا اليهود، وكان
¬_________
(¬1) "المراصد" 03/1483) .
(¬2) "تاج العروس" (9/371) .
(¬3) "الفتح" (3/358) .
(¬4) انظر: "البخاري" (5/204) .
(¬5) انظر: "الفتح" (3/358) .
(¬6) انظر: "القاموس" (4/168) .

الصفحة 35